شكرا لنجوم دار الأوبرا المصرية في ليلة حب مصر والمغرب
المستقلة بريس / متابعة
لكم منا في المغرب الأقصى كل التنويه يافنانينا في مصر والمغرب الذين أحيوا ليلة حب المغرب ومصر في هذه الظرفية الصعبة التي يحاول أعداء الحياة والفكر والعقل والعلم إعدام كل جميل في هويتنا العربية الخالدة بالروائع التي أنتجتها في كل جوانب الحضارة الإنسانية على امتداد تاريخ الاستقرار البشري في الشمال الإفريقي، وقد حركتم فينا الإحساس من جديد بأن العقل العربي لا يزال مبدعا رغم كل محاولات تدجينه ومسخ حضارته المتجذرة في هذا الجزء من الوطن العربي، الذي يريد التتار الجديد تجريده من خلاياه الحية والمفكرة والمبدعة.
لن ننسى الأغاني الوطنية والرومانسية التي قدمتموها في هذه الليلة التاريخية يا فنانينا في مصر والمغرب، التي كانت حقا عرائس وشموع ومشاعر تذكر من تابعوها على التلفزيون المصري بقوة الروابط والعلاقات التي تربط الشعبين المصري والمغربي بتاريخهما الوطني والمنجزات التي تحققت على يد الدولتين، وما يمكن أن تصنعه الإرادات الوطنية الحرة من أمجاد وبطولات كالتي عاشها المغرب ومصر في تاريخهما حتى الآن، وستظل الأسماء التي قدمت الباقة المختارة شموعا مضيئة في هذا الليل العربي، الذي يحاول خصومنا استمرار حلكته إلى أن ينتهي وجودنا العربي، الذي لن يحتضر بالرغم من كل مشاريع التصفية التي ينفذها المتطرفون بالوكالة لوقف مسيرة التحرر والتطور التي نتطلع إليها كعرب على غرار الشعوب التي تحررت قبلنا، والتي لا نقل عنها قدرة ووعيا للوصول إلى ما هي عليه من ازدهار ورقي وتحرر.
إن أسماء الرموز التي غنت في ليلة الحب التلقائي بين الشعبين العربيين المصري والمغربي، وكم هي فرحتنا ونحن نردد الأغاني التي اختيرت لهذه السهرة في دار الأوبرا المصرية التي ستظل مفخرة معمارية وثقافية لكل العرب من المحيط إلى الخليج لما قدمته من نجوم الموسيقى والمسرح عبر تاريخها المجيد، وعظمة الأعمال الفنية والأدبية التي لا زالت محفورة في الذاكرة العربية حتى هذه الأيام التي تريد قطعان التخلف الظلامي والعنف الدموي اغتيالها بأكثر من وسيلة وسلاح.
هنيئا مرة أخرى لمن كان وراء إقامة هذا الحفل الغنائي العربي الأصيل الذي كنا في المغرب الأقصى وفي مصر في حاجة إليه لتصحيح الرؤيا حول العلاقات التي تجمع المغرب بمصر التي كان خصومهما يشتغلون ليلا ونهارا لإفسادها والإضرار بقطاعها السياحي واقتصادها بأي ثمن، ولكن مشاريعهم تكسرت بهذه المبادرات الوحدوية والقومية الأصيلة، ولن تكون هذه المبادرة الوحيدة في درب البحث عن ما يعيد المشاعر العربية إلى ما كانت عليه قبل مجيء هؤلاء المتنكرين للتاريخ والجنس والحضارة العربية المشرقة التي تفاعلت عبر تاريخها مع الحضارات المجاورة لها حتى الآن، وليسمح لنا هؤلاء الإكلروس الجدد بالقول أننا لم نولد في الفراغ، ولن نتبخر في الوهم الحضاري الذي يروجون له والمتعارض مع جوهر الإسلام الإنساني والتحرري كما تعلمناه على يد السلف الوسطي المتنور.