حياك اللـه يا رئيس حكومتنا على استعراض عضلاتك ضد خصومك ..!
ماذا بقي لخصوم رئيس الحكومة المغربية لكي يواجهوا عنترياته التي يمتلك فيها مواهب فرسان الجاهلية العربية ..؟ فمن القدرة على تصنيفهم إلى عفاريت وتماسيح، أصبح اليوم لا يرى حرجا في السخرية على مواقفهم المعارضة الخجولة، وهذا ما يجعل بالإمكان وصفه بالزوج القادر على إسكات غضب زوجاته في بيته، حينما لا يتفقن على الأجوبة التي يطلبها منهن، وحينما يبالغن في طلباتهن المتعددة، وهذا ما تظهره منهجية ردوده على الأسئلة في غرفتي البرلمان، حيث يرغم باستمرار خصومه على فقدان القدرة على الإنصات إليه أو التقاط ما يمكنهم من إيقافه في جميع القضايا التي يطرحونها، وهو سلوك كاريزما سياسية متقدم.
إنه محصن دستوريا كما يدعي دائما، حينما يضطر إلى الخروج عن أخلاق الحوار ووقار المسؤولية التي يتحملها، وحتى إن تمكنت المعارضة من جره إلى مستنقع الخطأ يتمكن بفضل هذه العنتريات التي يمتلكها من تحويل المعارك لصالحه، وهذا ما يجعلنا نتساءل في المستقلة بريس عن مصدر هذه البركة والدعم الذي يمارس به رئيس الحكومة مسؤوليته أمام خصومه ..؟ وقد أضحى في سلوكاته التلقائية أقرب إلى من تساعده الأرواح الشريرة في التواصل مع خصومه، الذين يجدون أنفسهم خارج السطر في التعامل مع ردوده القاسية التي تدفعهم إلى الانسحاب والصراخ في القاعة وخارجها، ما هي إذن عنتريات رئيس الحكومة التي جعلت منه استثناء رئيس الحكومة الوحيد الذي لا يخشى في خصومه ومعارضيه لومة أي كان، حتى وإن كان من حزبه أو تحالفه الحكومي ..؟ فما هي هذه العنتريات التي يتبناها في ردوده المنفعلة ضد خصومه ..؟ ومن أين يستمدها كمفردات لغوية ومتن وتصورات وتوجهات لتوظيفها في معاركه ..؟ أم أن انتصاراته تولدها ظروفها الخاصة التي تفرض حلولها ونهاياتها فقط ..؟ وهل ياترى هذه العنتريات تعكس تكوينا خاصا لا نعرفه نحن الذين شاخت أعمارنا في السياسة والصحافة والنقد الإيديولوجيا ..؟ أم أن الأمر لا يستحق كل هذا الكلام باعتبار أن انتصاراته مجرد صدف لا تتكرر بالضرورة ..؟ ومن سيعمق البحث في فهولة رئيس الحكومة وقدرته على إسكات خصومه في اللحظات الأخيرة، لا بد وأن يتساءل عن مصادر هذه القدرة الخرافية التي يملكها في مجابهة من يختلفون معه.
إن كنا لا نحسد في المستقلة بريس رئيس حكومتنا على مؤهلاته وعنترياته، فهذا لا يعني أن لا نطلب منه التواضع والعفة عند المقدرة، وأن عليه العدول عن هذه المنهجية الحوارية الجاهلية التي نجح فيها الآن، لكن استمرار ذلك من المحال، وأن ضرورة الموقع الحكومي تستلزم منه جعل الاختلاف مع خصومه في دائرة الصالح العام، وأن يمنح للرأي الآخر إذا كان أفضل منه الحق في التعبير عن وجوده، وأن لا يراهن على أغلبيته العددية دائما، وأن يكون قادرا على التواصل مع الجميع، لأنه رئيس حكومة لجميع المغاربة، وليس لفئة معينة منهم تتمثل في أغلبيته الحزبية والمتحالفين معه.
نعتقد في نهاية الحديث عن عنتريات السيد رئيس الحكومة، أن طرحنا المناوئ لهذه المنهجية الحوارية التي يعتمد عليها ينبع من حرصنا على الأداء الجيد لجميع الفاعلين في مؤسساتنا الدستورية، منها البرلمان والحكومة، لذلك نتمنى أن يغير رئيس حكومتنا الموقر طريقة تواصله مع معارضيه، وأن ينتبه إلى أن عهد المعارضة السلبية قد ولى، وأن من يعارضونه لا يقلون عنه حبا للوطن وحرصا على الصالح العا