الدول الإقليمية المعادية لسوريا وحلم إبليس بالجنة ..!
كشف وزير خارجية سوريا، وليد المعلم في ندوة صحفية في موسكو عن طبيعة أهداف الدول الإقليمية المجاورة لسوريا التي تدعم الإرهاب، بأنها لا تريد أن تعترف بتدخلها السافر في الشأن الداخلي السوري الذي يظل الشعب السوري المعني الأول بمصيره ومستقبل الأسد السياسي، وأنها لم تتمكن من تفعيل قيم الحرية والديمقراطية، فبالأحرى أن تفرضها على السوريين.
لا نرى من موقعنا في المستقلة بريس إلا أن الدول الإقليمية المجاورة لسوريا، وفي الخليج التي تعتبر رحيل الأسد هو المدخل للحل السياسي للأزمة السورية أنها تتعدى قوانين الشرعية الدولية وميثاق الجامعة العربية، وحرمة استقلال سوريا في معالجة مشاكلها الداخلية، بعيدا عن هذا التدخل الاستعماري الذي يوجه سياستها اتجاه سوريا .. وبالتالي، أن لا أمل في معالجة الأزمة السورية بهذه السياسة التي تمارسها هذه الدول الإقليمية بالوكالة عن الغرب الاستعماري الذي يريد إنهاء دول الممانعة الذي يتألف من سوريا وحزب اللـه وإيران.
نحن في المستقلة بريس، نعتبر إصرار هذه الدول الإقليمية على فرض الحل الاستعماري على الشعب السوري ما هو إلا تفعيل للمخطط الاستعماري الجديد الذي يستهدف سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا، في أفق بناء شرق أوسط جديد لا تواجه فيه إسرائيل من يهدد أمنها ويوقف توسعها في فلسطين والأراضي العربية المجاورة، وتحويل شعوب المنطقة إلى مجرد دويلات صغيرة عاجزة على أن تكون قادرة على مواجهة إسرائيل وحلفائها.
فعلا، إن الدول العربية المجاورة لسوريا .. تركيا والسعودية وقطر تحلم بدخول الجنة التي يحلم بها إبليس، وهو حلم طوباوي لن يكون بإمكانهم تحقيقه بعد خمس سنوات من الحرب على الشعب السوري وقيادته في شخص الأسد، ولن يكون بإمكان هذه الدول الوصول إلى الجنة التي تعني خلق نظام يجسد الولاء والطاعة لها في سوريا وغيرها من دول الممانعة، التي يعتبر الغرب استمرارها لتهديد المصالحة الإستراتجية الكبرى في المنطقة.
إ
ن سلوك الدول الإقليمية المجاورة لسوريا التي ذكرنا بها في هذا المقال، يؤكد حقيقة الصراع المفتعل في المنطقة على خلفية الربيع العربي الذي تم استغلاله ضد أهدافه التحررية والديمقراطية، حيث اتحدت هذه الدول الإقليمية التي لم تعش تظاهرات هذا الربيع لاحتواء إمكانية حصوله في دولها اللاديمقراطية، ثم العمل على الإجهاز على دول الممانعة الرافضة لسياسة الهيمنة الغربية التي تريد تصفية جميع الأنظمة التي تعارض عربدتها السياسية والاقتصادية في المنطقة.
ما يتضح من سلوكات الدول التي أعلنت عن عدائها الصريح لسوريا، أنها ضد تحقيق الانفراج والحل السياسي للأزمة السورية التي ستنهي سنتها الخامسة دون الحسم في نتائجها العسكرية لصالح المعارضة أو النظام، وفي الوقت الذي تحاول فيه دول التحالف الغربي إنهاك الدولة السورية بتدمير البنية التحتية ورفع نسبة النزوح، يتأكد يوما بعد يوم أن حلم الدول الإقليمية الغير شرعي يتوجه إلى أن يتحول إلى تدخل استعماري مباشر في سوريا، رغم نفي هذه الدول التي تقول إنها تدعم المعارضة فقط، في الوقت الذي أصبح فيه هذا الدعم حربا بالوكالة من قبل هذه الحركات الإرهابية المسلحة لفرض مشروع النظام الذي يتلاءم ومصالحها في سوريا، وإمعانا حقيقيا من قطر والسعودية وتركيا على تدمير مقومات الدولة السورية وتقسيمها، وهذا ما يفرض على العرب وقف مسار هذا المسلسل التخريبي الذي ترعاه هذه الدول ضد سوريا كما يتضح لنا في المستقل بريس.