حذار من تجاهل المطالب النقابية يا رئيس حكومتنا ..!
أمام شروع المركزيات النقابية في تنفيذ مسلسلها النضالي، أصبح هامش المناورة ضعيفا بالنسبة للحكومة التي يعتقد رئيسها أنه لا يخش التصعيد الذي انخرطت فيه المركزيات العمالية الكبرى، التي تلوح بأشكال نضالية أخرى أكبر من مسيرة 29 نونبر 2015، فإن لم يتراجع رئيس الحكومة أوراقه، ربما يجد نفسه في وضعية يكون فيها الاحتكام إلى الحوار قد تجاوزته شروط هذا التصعيد النقابي الذي يشارك فيه الموظفون وعمال القطاع الخاص .. ولعمري أن المحيطين برئيس الحكومة، سواء من حزبه أو من تحالفه الحكومي يشعرون بخيبة الأمل اتجاه توقف الحوار الاجتماعي، ومحدودية التواصل والتفاعل الحكومي مع المطالب العمالية.
إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ضد التصعيد لا من قبل الحكومة في تجاهلها مطالب النقابات، ولا من النقابات التي تقول أنها مضطرة إلى التصعيد من قواعدها التي لم تعد ترى أي انفراج في الحوار مع الحكومة التي ترى في مقترحاتها آخر ما يمكن التفاوض حوله، بما في ذلك إصرارها على تطبيق مخططها لإصلاح نظام التقاعد .. ولإقرار المباراة في التوظيف .. وعدم الزيادة في الأجور .. وإصلاح أوضاع المحالين على المعاش .. وتحرير الأسعار، ومن المؤكد أيضا، أن الحسابات النقابية والسياسوية التي توجه رئيس الحكومة في تواصله مع النقابات لن تساعده على الإطلاق.
نعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أنه لا يزال بالإمكان احتواء الاحتقان الاجتماعي، والحرص على السلم الاجتماعي الهش أصلا، وأن في إمكان رئيس الحكومة نزع فتيل هذا التصعيد النقابي الذي خلفته تسويفاته ومنطق لي الذراع والتحكم .. وادعاء القدرة على استكمال الإصلاحات التي وعد بها المؤسسات المالية الدولية التي لا تعرف خطورة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الوطن، ولا يهمها إلا تأمين استيراد ديونها التي وجد رئيس الحكومة الحل فيها لتحقيق التوازن في الميزانية التي يرتفع فيها حجم القروض باستمرار.
ليكن اللـه في عون رئيس الحكومة، الذي يواجه هذه الإكراهات في تدبيره للشأن العام، لكن تضامننا معه ليس مقابل شيك على بياض، فهو في موقع المسؤولية على رأس تحالف حكومي يجب بالضرورة أن يكون مشاركا في تحمل المسؤولية، وفي البحث عن الحلول الكفيلة بتجاوز الأزمة الثقيلة التي تحتاج إلى التسيير الجماعي وإلى الإنصات لرأي المعارضين الذين يجب أن يتخلى عن وصفهم بالعفاريت والتماسيح، بالنظر إلى اعتباره رئيس حكومة لجميع المغاربة وليس لحزبه وأنصاره فقط.
لن ندعو رئيس الحكومة إلا إلى الحكمة والتبصر والنضج والتواضع في معالجة المطالب النقابية والاجتماعية المطروحة على حكومته، التي يجب أن لاتتجاهل لجوء النقابات إلى التصعيد النضالي .. فما يواجه العمال والموظفين في هذه الظرفية الاقتصادية الصعبة لا يتلاءم مع ما يجب أن توفره هذه الحكومة التي يحاول رئيسها إخضاع ضحاياها إلى ما تمليه عليه المؤسسات المالية الدولية، بل إلى ما يمكن أن ينتج عن الحوار الجدي المفضي إلى الحلول التي يقبل بها الفاعلون الاجتماعيون .. والسؤال عن جدية التفاعل والتواصل المواطن مع النقابات موجه أيضا إلى باقي الوزراء الذين ينفردون في حكومته إلى تمرير مشاريع القوانين دون حوار جاد ومسؤول وتشاركي.
وللتذكير فقط، أن على رئيس الحكومة أن لا يطمئن إلى نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، فالمواطنون الذين كانوا وراء نجاحه، يمكن أن يتحولوا إلى كتلة جماهيرية معارضة لتدبيره الذي لم يرق حتى الآن عن منهجية التسيير الفردي الأحادي الجانب الذي يعرف شخصيا حجم نتائجه الكارثية التي واجهتها الحكومات السابقة.