أبرزت مبارتي المغرب ضد ليبيا وتونس عن ضعف واضح للفريق الأول بقيادة المدرب الزاكي، وفريق المحليين بقيادة فاخر، ترجمته النتائج الباهتة في الانتصار الصغير للفريق الأول، وتعادل الثاني بهدف لمثله، وهذه النتائج تطرح أكثر من علامة استفهام عن مصدر الضعف، هل هو في اللاعبين أو المدربين، أم في المناخ الذي جرت فيه المقابلتين، فمن الأضعف إذن في الفريق الوطني لكرة القدم ..؟
بالنسبة للاعبين في الفريقين الوطنيين لا يمكن التقليل من أهميتهم وجودتهم، انطلاقا من الجاهزية والمؤهلات التي يتوفرون عليها في المواقع التي يلعبون فيها، ومستوى الفرق التي جاؤوا منها، سواء بالنسبة للاعبين الدوليين، أو بالنسبة للاعبين المحليين، وهذا ما يستبعد ما يشاع عن اللاعبين الذين يملك معظمهم تجربة اللعب في المنتخبات الوطنية، ناهيك عن مستواهم في فرقهم الأصلية .. وبالتالي، فإن أغلب اللاعبين يتوفرون على ما يمكنهم من أداء دورهم في الفريق الوطني، سواء بالنسبة للفريق الأول أو بالنسبة للمحليين .. وتظل الملاحظة المتاحة بخصوص اللاعبين، تتجلى في عدم استدعاء بقية العناصر التي كانت لها مساهمة جادة في أكثر من مناسبة وطنية ودولية.
تشكل الخطط التقنية التي لعب بها الفريقان الوطنيان مربط الفرس، حيث اتضح بشهادة المواطنين ضعفها وعدم فعاليتها في مقابلات داخل المغرب، بما فيها الانتصار على ليبيا التي كان أداؤها جيدا في المقابلة .. أما في مقابلة المحليين، فلا شك أن فاخر يمتلك من المؤهلات التي تسمح له بإعطاء الدليل على قدرة فريق المحليين على تحقيق نتائج أفضل، إلى جانب عدم الاستعانة ببعض اللاعبين الذين كان لهم دور في تطور مستوى الفريق الوطني المحلي كالصالحي وباتنة والحداد على سبيل المثال .. أما مستوى جدية خطة اللعب التي نهجها الفريق الذي يدربه بادو الزاكي، فمن دون شك أن الانطباع الذي يمكن استنتاجه هو أن الزاكي لم يظهر بالمستوى المطلوب منه كالذي أظهره في المقابلات الودية قبل الانخراط في الإقصائيات الرسمية.
إن الساحة الرياضية الوطنية، تشهد على امتلاك الوطن للموارد البشرية المؤهلة للمساهمة في الدفاع عن القميص الوطني، وأن الإشكال في المجال التنظيمي التدريبي الذي لم نتمكن بعد على تحقيق النجاح فيه، نتيجة خطة اختيار المدرب الوطني التي لا تعتمد على المعايير الموضوعية، والتي لا أحد في الجامعة ينتبه إليها من أجل حسن الاختيار للرجل المناسب للمكان المناسب، ويمكن تعميم نفس الملاحظة على منتخبات الشبان والفتيان والأولمبي، وهذا الواقع لا يمكن تجاوزه في ظل افتقار المسؤولين عن الجامعة إلى برنامج العمل ومنهجيته الكفيلة بالنهوض بالرياضة ومستوى المنتخبات الوطنية.
زر الذهاب إلى الأعلى