ظهر رئيس الحكومة في البرلمان بغير المتعارف عليه في تواصله مع ممثلي الشعب في الجلسة الشهرية الأخيرة، وهذا تحول نوعي ونموذجي في سلوك رئيس الحكومة يحسب له، ويعبر من جهة أخرى على اقتناعه بضرورة تغيير التواصل في البرلمان، والحرص على الحلم في التعاطي مع المعارضة التي كانت تستفزه في أسئلتها ومداخلاتها لتكون أجوبته أكثر استفزازا وخروجا عن شروط الحوار المطلوب في البرلمان، ولنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن نتساءل عن هذا التحول الإيجابي في علاقة السيد بن كيران بنواب الشعب التي لم تكن مألوفة من قبل ..؟ وهل هذا الهدوء والتواضع الذي تميزت به ردود رئيس الحكومة نتيجة الشعور بقرب نهاية عمر التجربة البرلمانية، وحاجته إلى تلميع صورته أمام الرأي العام الوطني الذي كان ينتقد “تبوريداته” في غرفتي البرلمان التي كانت تخرج في غالب الأحيان عن أبسط مقومات ردود رئيس الحكومة المسؤول عن تدبير الشأن العام والمؤتمن من جهة أخرى على البرنامج الحكومي الذي ينفذه بناء على الثقة التي منحت له من الشعب والأغلبية التي ينتمي ‘ليها ..؟
لم نجد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في تحول لغة رئيس حكومتنا إلا ما يجب أن يكون عليه سلوكه في البرلمان، ونأمل أن يواصل الالتزام به في هذه الفترة المتبقية من عمر الحكومة والبرلمان حتى يستعيد احترام الرأي العام الوطني والقاعدة الناخبة، التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة، وإذا ما قام بذلك، فستكون له آثار على شعبية حزبه في الانتخابات المقبلة التي قد يفوز بها مرة أخرى، إذا ما تدارك بقية الأخطاء التي وقع فيها والتي ستكون من أسباب فشله إذا لم يقم بمعالجتها قبل الاستحقاقات القادمة.
إننا نعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن هذا التحو ل الإيجابي في سلوك السيد رئيس الحكومة لم يولد من فراغ، وأن هناك من نبهه إلى ضرورة العدول عن هجوماته على المعارضة، التي لن تنفعه في التعاطي معها بذلك السلوك المستفز، الذي يثير معارضيه وخصومه، ومن المؤكد، أن عقلاء حزبه أصبحوا على علم بما يجب أن يكون عليه تعاطي رئيس الحكومة مع نواب الشعب، وبالمخاطر التي تنتظره إذا ما تمسك بعنترياته وخرجاته المستفزة .. ونظن أنه بالإمكان تحسين التواصل الذي يرفع من أسهم حزبه، بدل مواصلة هذا النهج الذي لا يليق به كرئيس للحكومة.
