بـــــلاغ تضامني من النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة
أثار انتباهنا في الأمانة العامة، خروج فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بمراكش ببيان على إثر الوقفة التي نظمها الفرع تضامنا مع مجلة “شارلي إيبدو” أمام مقر القنصلية بمراكش، ومما جاء في البيان، أن الفرع يتبرأ من الزميل عبد السلام غلولو، عضو الفرع الجهوي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وينفي عنه “تمثيل الجسم الصحافي بمدينة مراكش” في الحقيقة لم نفهم القصد من هذه الجملة، وكل ما يفهم هو أن بعض العباد لم يستوعبوا بعد أن زمن احتكار الساحة الصحافية والإعلامية الوطنية قد ولى، وأن الدستور المغربي قد رفع القيد عن الصحافة.
وللتذكير، لم يكتف البيان بالتبرؤ من الزميل غلولو، بل قام بهجوم منظم ووصفه بأقدح النعوت، واتهمه باقتحام بيت القنصل الفرنسي، بيد أن حقيقة الأمر تشير إلى أن عبد السلام له معرفة شخصية بالقنصل وهو الذي رحب به، وفتح له باب منزله، حيث أجرى معه حوارا في الموضوع، لأن غلولو كان في مهمة تغطية صحفية للوقفة بحكم إدارته لجريدتين، الأولى ورقية والأخرى إلكترونية. الشيء الثاني الذي لم يفهم أيضا، هو أن بيان الفرع المعني أشار إلى أن النقابة سبق لها أن رفضت انخراط عبد السلام غلولو، بينما – حسب تصريح المعني بالأمر – هو من قدم استقالته من النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لعدم وجود الجو النقابي الملائم لأداء الرسالة الصحفية النبيلة، وفضل عن طواعية الانضمام إلى صفوف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي وجد فيها الجهاز الذي اختار الاستقلالية، وعدم الخضوع لتوجهات أي حزب أو تنظيم، ويضمن مساحة واسعة من الحرية وتبني الأفكار لمناضليه، وهذا بدون شك هو ما أثار حفيظة المالكين لزمام المبادرات العدائية الذين ألفوا التخطيط من وراء الستار.
ونظرا لسياسة محاولة تكميم الأفواه، والتضييق على خدام مهنة المتاعب من أجل ثنيهم عن أداء رسالتهم النبيلة وفق ما يقتضيه الواجب الوطني، وما يمليه الضمير المهني .. وانسجاما مع مبادئها، المتمثلة في الدفاع عن حرية الرأي والتعبير، وحماية الصحافيين، وإلتزاما منها بالتضامن مع قضايا كل مكونات الحقل الصحافي والإعلامي الوطني، تعرب الأمانة العامة للنقابة عن قلقها إزاء هذا الوضع المشحون، وهذه التجاوزات التي يطبعها الانفعال والارتجال، وتعتبرها انتهاكا لحرية الصحافة، وتشكيكا في مصداقية التحولات التي يعيشها الوطن في ظل الدستور الجديد، وتجدها المناسبة المناسِبة، وإذ تعلن تضامنها المطلق واللامشروط مع الزميل عبد السلام غلولو، فإنها تؤكد رفضها الشديد لكل أساليب الضغط الممارس على نساء ورجال مهنة المتاعب لتضييق الخناق عليهم، والترهيب الذي يستهدف الحريات العامة المنصوص عليها دستوريا، ويسيء إلى مبدأ حق التعددية النقابية .. وستبقى النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة على الدوام، المدافع الأول عن الجسم الصحفي بكل مكوناته، وستتصدى لكل الذين تضايقهم الصحافة المستقلة .. الذين يزعجهم التغيير.