جلالة الملك يتحدث بنبض الشعب في قضية الصحراء المغربية
على خلاف ما ذهب إليه توفيق بوعشرين، مدير جريدة “أخبار اليوم” من أن جلالة الملك يتحدث بلغة جديدة، حول قضية الصحراء المغربية، حيث كشف جلالته من أن قضية الصحراء المغربية أصبح تناولها من طرف المغاربة خاضعا للمسلمة المطلقة التي يتجلى في مغربية الصحراء، التي لا يجب على المغاربة التشكيك فيها أو مساندة خصوم الوطن حولها، أو دعم الجماعة الانفصالية المدعمة من الشقيقة الجزائر، التي نتمنى أن تغير موقفها وأن تغلب علاقات الأخوة والتضامن التي تجمع بين كل شعوب المغرب العربي، فبالأحرى القرب الجغرافي بين الشعبين المغربي والجزائري، وأن تساند الحل السياسي المغربي المتمثل في مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية المغربية.
إن ما تجب الإشارة حول خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى 39 للمسيرة الخضراء، هو أن جلالته عود الشعب المغربي على الصراحة والوضوح والمصداقية في خطبه في المناسبات الوطنية، وأن الجديد في كل خطاب لجلالته لا يخرج عن ما يؤمن به جميع المغاربة ويتطلعون إليه في جميع قضاياهم المصيرية .. ونستغرب في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ل. مدير جريدة “أخبار اليوم” الذي يقول في افتتاحيته يوم 08 نونبر 2014، وفي عنوانها (الملك يخاطبكم بلغة جديدة) كأنه غير معني كباقي المغاربة بمضمون الخطاب الملكي، الذي كان صارما وواضحا ومسؤولا، وأن الجديد فيه هو وضع نهاية لازدواجية مواقف المغاربة اتجاه قضية الصحراء المغربية، حيث لا مكان ولا هدنة ولا تسامح مع أي مغربي يشكك في الوحدة الترابية للمغرب، وفي شرعية مغربية الصحراء، التي لا يزال المغاربة يدفعون بروح وطنية عالية فاتورتها ولا يساومون على التضحية من أجلها، مهما كانت التحديات والإكراهات الآنية والمستقبلية، وهذا في اعتقادنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ما يجب أن يستوعبه مدير جريدة “أخبار اليوم” حتى لا يستمر في تخيلاته وتأويلاته وخلاصاته التي تطرح أكثر من علامة استفهام حول هوية وحقيقة صاحبها التي تبدو أكثر تدبدبا وغموضا.
إذن، لا حاجة لنا يا مدير “أخبار اليوم” إلى مثل هذه العناوين الملغومة، التي تكشف اضطراب وعي صاحبها في القضية الوطنية الأولى، التي يوجد حولها إجماع وطني مطلق لا يمكن المزايدة عليه أو وضع أي علامة استفهام حوله، خصوصا في هذه الظرفية الدقيقة التي تمر منها قضية الوحدة الترابية .. وبالتالي، إن كانت لك وجهة نظر حول مسار التطورات التاريخية للتعاطي مع هذه القضية، فكان عليك أن لا تزرع الشكوك حول المواقف المعبر عنها، وإن كنت تريد الوقوف على تقصير بعض الجهات في التعامل مع القضية، فهذا يفرض عليك وبقوة عدم التسرع في مناقشة الماضي، والانتباه إلى الوضوح الذي أصبح عليه موقف الدولة اليوم في أفق احتواء المستجدات والمناورات التي تحاك من خصوم القضية على اختلافهم داخل الوطن وخارجه، وانطلاقا من موقعك الإعلامي الصحفي الذي يجب أن يكون يقظا ووطنيا أكثر من غيره، وذلك أضعف الإيمان، بالنسبة لدور الإعلام والصحافة في قضية الوحدة الترابية الذي يجب أن يكون في الطليعة لفضح مخططات ومناورات خصوم الصحراء ومشروعية وقوة الموقف الوطني منها
ختاما، لا يسعنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا أن نؤكد على قوة الخطاب الذي عبر عن نبض جميع المغاربة اتجاه قضية الوحدة الترابية، التي رفع فيها الورقة الحمراء في وجه المغاربة الذين لا يزالون يشككون في شرعية الصحراء المغربية، والورقة الصفراء في وجه خصومنا الذين يراهنون على تراجع قوة وصلابة الإجماع الوطني حول قضية الوحدة الترابية.