قناة الفراعين والوعي الوحدوي العربي حسب الحاجة
حرص الإعلامي “توفيق عكاشة” في قناة الفراعين أن يكون متميزا في برامج قناته، التي يدعي أنها الأكثر مشاهدة في الوطن العربي، لكن أن يكون هذا التميز على حساب الشعارات الثورية والوحدوية، التي لا يتخلف عن الحديث عنها في برنامجه ” مصر اليوم “، ومن ذلك عرض خريطة المغرب مشوهة في حدودها السياسية عبر حذف الصحراء المغربية، كما كانت تفعل قناة الجزيرة القطرية من قبل، ودون احترام لمشاعر المغاربة، وللإجماع القوي الذي يوحدهم حول قضية الوحدة الترابية.
لسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، سذجا أو أغبياء حتى تمرر علينا هذه الخطيئة الإعلامية المقصودة، كما حرص المسؤولون عن برنامج “العائلة المقدسة” أن ينفذوها وفي واضحة النهار، لذلك يحق لنا أن نساءل الإعلامي “توفيق عكاشة” عن سر تقديم هذه الخدمة الإعلامية لخصوم المغرب في قضية وحدته الترابية ..؟ وعن هذا التهافت الإعلامي الذي وقعت فيه “قناة الفراعين” في الوقت الذي أصبحنا نشعر بالملل اتجاه الاستغراق الكبير ل. “توفيق عكاشة” في الحديث عن الوحدة العربية والوعي الوحدوي ومغالطات الطابور الخامس ..؟ وهل يمكن ل. توفيق أن يقبل انخراطه في الإعلام المأجور ضد استقلال ووحدة الشعوب ..؟ وهل ما وقع في عرض خريطة المغرب مشوهة في علم صاحب القناة الذي يعتبر نفسه في خدمة العرب من المحيط إلى الخليج ..؟
إننا نتقبل الأخطاء اللاإرادية التلقائية، أما أن يكون ذلك متعمدا من قناة الفراعين، وفي زمن الفتنة والأزمة الهيكلية التي يعيش فيها العرب، فهذا ما لا يمكن القبول به .. وبالتالي، أن ما وقع كان مع سبق الإصرار والوعي به، مما يؤكد أن الحرب التي نخوضها ضد الطابور الخامس في الإعلام هو شريك فعلي فيها ولا يصح له الاستمرار في الحديث عن ما يقوله ضد هذا الإعلام، ولأجل ذلك، نطلب من “توفيق عكاشة” بتصحيح الخطأ وعدم الانحياز إلى أطروحة خصوم المغرب في وحدته الترابية .. فهل سيفعل كما عودنا على ذلك في قناة الفراعين، التي نتمنى أن تظل قوية بمواقفها الثورية والمستقلة لصالح العرب، الذين انتفض عكاشة للدفاع عنهم في هذه القناة ..؟ وإلا ستكون قناته كباقي القنوات التي لا تتأخر في تقديم العمل لمن يدفع، حتى وإن كان ذلك سيؤثر على مصداقيتها والخط التحريري الذي تشتغل عليه، وهذا ما لا نريده في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة لقناة الفراعين التي ظلت على وفائها لتطلعات الشعب المصري، واستثنت من ذلك كل حقوق باقي الشعوب العربية، التي يتحدث عنا توفيق عكاشة بنفسية العربي المتمرد على أوضاع العرب اليوم، وإن كنا نقدر شجاعة قناته “الفراعين” وحرصها على خطها التحريري المستقل، رغم قلة الموارد المالية التي يعاني منها في الظرف الراهن، نتيجة ضعف مساهمة النظام من خلال بوابة الإشهار الذي تستفيد منه بقية القنوات، فإن تضامننا حول حرمانه من الدعم لا يجب أن يكون على حساب قضية وحدتنا الترابية، وعلى حساب خريطة الوطن التي تتضمن أقاليمه الصحراوية المسترجعة.