الملتقى الوطني الأول للصحافة والإعلام لأسا، وحاجة أقاليمنا الصحراوية إلى وسائل الصمود والتنمية
نجحت النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، من خلال فرعيها، الجهوي بجهة كلميم/السمارة والإقليمي أسا/الزاك، في تنظيم الملتقى الوطني الأول للصحافة والإعلام، الذي تأجل أكثر من مرة، وشكلت أوراق النقاش المسؤول التي شهدها قصر بلدية أسا بحضور السيد عامل الإقليم والوفد الرسمي المرافق له، الذي ضم عدة شخصيات مدنية وعسكرية وهيئات منتخبة، والحضور الوازن لمجموعة من السادة الأكاديميين والباحثين في مجال الصحافة والإعلام، وبعض الحقوقيين، وممثلي بعض المؤسسات الإعلامية من مختلف مدن المملكة، وممثلين عن فروع النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة على الصعيد الوطني .. شكلت، محطة أخرى على صعيد الإنصات إلى الإعلام الجهوي في أقاليمنا الصحراوية التي عبرت منابرها الورقية والإلكترونية والإذاعية عن تطلعات الفاعلين من الجهوية الموسعة، ودوره في مواكبتها بالتغطية الصحفية والإعلامية والنقدية والاقتراحية، وأيضا شكلت مداخلات الأساتذة الباحثين والإعلاميين التي انصبت حول محاور الإعلام الجهوي أداة لتحقيق جهوية متقدمة، والإعلام الجهوي الواقع والرهانات عن ما يواجهه هذا الإعلام من تحديات وصعوبات، وعن الحلول التي تمكنه من القيام بمسؤوليته في هذه المنطقة، وبخصوص الرهانات المستقبلية، اتفق المتدخلون على أن الإعلام الجهوي في حاجة إلى الدعم المادي وإلى تمكينه من المعلومة، وإلى إنصات الفاعلين في الجهة إلى ملاحظاته وانتقاداته ومقترحاته، تفعيلا لشراكة في النسيج الاجتماعي والاقتصادي التي تلزمه بالمتابعة والمساءلة، كما نص عليها دستور 2011، حتى تكون الجهوية الموسعة تحت مراقبة الإعلام الجهوي في إطار القوانين المنظمة لهذه الجهوية من جهة، ومن الاستجابة لمطالب الساكنة المحلية من جهة أخرى.
إن مجرد انعقاد الملتقى الوطني الأول للصحافة والإعلام، وفي الأقاليم الصحراوية، يشكل خطوة جريئة لمسؤولي الفرعين الجهوي والإقليمي بالمنطقة، وترجمة لتوجه النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في تفعيل تصورها التنظيمي والتنويري الذي تشتغل عليه، والذي يكرس شعارها في المقاربة التشاركية التي تسمح بتفعيل لامركزية الفعل النقابي، التي تتيح لمنخرطيها في الإعلام والصحافة بإمكانية العمل والتحرك وتفعيل برامجها وأنشطتها الجهوية والإقليمية والمحلية، والتي تقطع مع المرجعية القانونية والتنظيمية السائدة حاليا بين المكاتب الوطنية للأحزاب والنقابات وقواعدها في الفروع الجهوية والإقليمية والمحلية، وفي هذا الإطار، تنوه الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بالمجهود الذي بذله مسؤولوها في الفرعين الجهوي والإقليمي من أجل انعقاد الملتقى ونجاحه المادي والمعنوي، وعبرهم تجدد تشكراتها لكل من قدم العون في هذا الملتقى، سواء من المنطقة أو من خارجها.
إن انعقاد الملتقى الوطني الأول للصحافة والإعلام في أقاليمنا الصحراوية، كما تم التعبير عن ذلك من خلال مداخلات إعلامييها وصحافييها يطرح حاجة ساكنة المنطقة إلى المزيد من الدعم والتنمية لفك آثار العزلة ومرحلة الوجود الاستعماري، وتجهيز هذه الأقاليم في إطارها الجهوي، حتى تكون قادرة على الاندماج الوطني وعلى الاستجابة لحاجات سكانها في جميع المجالات التنموية، وهذا ما عبرت عنه مداخلات ممثلي إعلامها الجهوي في ورشات الحوار.
لن ننوب في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، عن ساكنة أقاليمنا الصحراوية، الذين يتطلعون إلى إقلاع تنموي حقيقي لجهتهم، سواء في التجهيزات الأساسية أو المشاريع الاستثمارية للثروات الطبيعية والمعدنية والسياحية، التي تحتضنها المنطقة، ولن نغض الطرف عن ما يجب القيام به لتقوية ارتباط هذه المنطقة بالوطن، انطلاقا من مشاريع التنمية التي توفر مناصب الشغل وتقلل من تبعية المنطقة وساكنيها إلى تدخل الدولة، فيما يمكن أن يحولها ويطورها، والذي عكسته اقتراحات منتخبيها ونخبها الجديدة في المجالس والمجتمع المدني والقوى الحزبية والنقابية، التي يمكن أن تساعد على تحقيق التطور التنموي المنشود.
نعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن وضع أقاليمنا الصحراوية، وفي إطار المناورات التي يقودها خصوم قضية وحدتنا الوطنية، أصبح من الحتمي جعل تنمية هذه الأقاليم وفي إطار الجهوية الموسعة ومقترح الحكم الذاتي من الأولويات في السياسة الحكومية، التي يجب أن تضاعف الجهود المبذولة فيها حتى يتوفر للوطن على العموم، ولساكنة الأقاليم الصحراوية على الخصوص، ما يساعد على الصمود والمواجهة وصيانة المكاسب الوطنية في هذه المناطق الحدودية الغالية على جميع المغاربة، التي يوجد الإجماع الوطني حول مغربيتها وصحراويتها المغربية في الحدود الشرقية والغربية والجنوبية.
لن نختم الحوار حول دلالات الملتقى وحساسية المحاور التي تناولها المشاركون بالدراسة والبحث، ومن المنتظر أن تكون في التوصيات التي سيتضمنها البيان الختامي لفرعي كلميم وأسا .. لكن مناسبة الملتقى، تلزمنا بإثارة انتباه كافة الأطراف المعنية بالقضية الوطنية، وبحاضر أقاليمنا الصحراوية إلى ضرورة مضاعفة الجهود لتوفير المزيد من المناعة والقوة للموقف المغربي، ولعدالة قضية الوحدة الترابية، التي لا يزال خصومنا يراهنون فيها على تهاوننا وفتور ما نخططه ونقرره لتعزيز مواجهتنا التحررية والتنموية في هذه الربوع الصحراوية من وطننا العزيز.