على هامش الاحتفال باليوم العالمي للمرأة
هنيئا للمرأة المغربية
بحلول الثامن من مارس من كل سنة، يحل اليوم العالمي للمرأة .. اليوم الذي قررت منظمة الأمم المتحدة أن يكون مناسبة للدفاع عن حقوق المرأة .. هذا الكائن الذي يعتبر نصف المجتمع، كما قال حافظ إبراهيم :” المرأة مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق “، وعلى هذا الأساس، يحق لنا بهذه المناسبة العالمية، التي تعد مناسبة للوقوف عند المكانة التي وصلت إليها المرأة، وخصوصا المغربية، والدور الفعال الذي بدأت تلعبه في جميع المجالات .. بفضل الحقوق التي خولها لها الدستور المغربي ومدونة إدماج المرأة، نظرا لما تتوفر عليه من كفاءة وما قطعته من أشواط عديدة، بحيث أبانت عن علو كعبها، وحققت تقدما في كافة الأصعدة .. السياسية والرياضية والفنية والاجتماعية، وأصبحت لها أصوات تتكلم بلسان حالها، تتمثل في جمعيات ومنظمات، وجرائد ومجلات، ما جعلها تتبوأ مناصب هامة في سلم المسؤولية، بحيث وصلت إلى السلطة، بما فيها التشريعية والتنفيذية، ويشهد على ذلك وصول عدة سيدات إلى مقاعد برلمانية وأخريات إلى مقاعد وزارية وسياسية .. ناهيك عن اللواتي انخرطن في مهن مختلفة، كانت بالأمس القريب حكرا على الرجال، وقد أثبتن النساء اليوم فيها وجودهن وأبن عن مهارتهن، وهذا في الحقيقة يعد فخرا للمرأة المغربية باعتبارها تناضل بإلحاح بغية الوصول إلى مكاسب قلما بلغتها نساء أخريات في بلدان أخرى.
ولم يقف طموح المرأة المغربية عند هذا الحد، بل تخطت ذلك إلى المشاركات الفاعلة في شتى مناحي الحياة العامة، مثل مشاركتها في المؤتمرات والتظاهرات الفنية والرياضية وغيرها على الصعيد الوطني والعالمي، وبالنظر إلى كل هذا النجاح، فإن المرأة المغربية لازالت تصرح في مختلف المناسبات، أنها لازالت تشكل في نظر البعض الأغلبية الصامتة التي لأحول ولا قوة لها، وأنها بدءا من الطفولة النسوية إلى الشيخوخة ما زالت تعاني من أنواع كثيرة من إهدار حقوقها، ومن أصناف شتى من التصرفات الرجالية، التي تهدف إلى اعتبارها جنسا أقل قيمة، وأنها الضحية الأولى للتحرش الجنسي، الذي يبقى بالنسبة للمرأة كأحد المشاكل المهمة التي تمثل انتهاكا لجسدها وحريتها – ودائما على لسان المرأة – أنه في ظل التعديلات التي أدخلت على مدونة الأحوال الشخصية .. والإنجاز الكبير الذي يتجلى في مدونة الأسرة، – التي لم يستوعب بعد الكثير من الناس ما جاءت به هذه المدونة، لأن منهم من قرأها قراءة عكسية، جاهلا أنها إنصاف للمرأة .. وحماية للأطفال .. وصيانة لكرامة الرجل- أجل فإن القانون لا زال عاجزا عن توفير حماية قانونية كافية للنساء ضحايا العنف .. وأن المرأة لم تبلغ حتى المستوى الذي أراده لها الإسلام .. وهناك عدة تصريحات تنبأ بأن المرأة لازالت لم تصل بعد إلى الهدف المنشود، الذي يحقق لها جميع أحلامها التي بمقدورها أن تجعلها متساوية مع أختها المرأة في العالم.
وبعيدا عن كل هذا وذاك، ونحن نشارك المرأة المغربية في احتفالها بيومها العالمي، لا يسعنا إلا أن نرفع من شأنها، ونفتخر وبما حققته من مكتسبات، ونتمنى لها المزيد حتى تصل إلى ما تطمح إليه، لأننا لا نرجو لها إلا الخير الوفير، لأن فيها أمنا وأختنا وابنتنا وعشيرتنا وعماد مجتمعنا، وكل عام والمرأة المغربية بألف خير .. نتمنى لها ذلك ونحن نؤمن بالحديث الذي يقول: ” لايكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم “.