
مهرجان “عرس الصحراء” في قلب درعة تافيلالت سحر الفن في الراشيدية والريصاني
بقلم الكاتب سعيد ودغيري حسني
في ربيع 2025، تلتقي أنغام الطرب والإبداع على أرض درعة تافيلالت، حيث يُنظّم مهرجان “عرس الصحراء” في دورته الرابعة، التي تسافر بنا إلى عمق التاريخ والحضارة، محملةً برائحة الرمال وسحر الصحراء المغربية وكأنّ كل نغمة تعزف، وكل حرف يُنطق يروي حكاية المنطقة التي غنت في عهد الزمان وتغني الآن بأصوات فنانين استوحت إبداعاتهم من عبق الصحراء وروحها
في يوم 17 أبريل تبدأ الرحلة الفنية من مركز الراشيدية الثقافي، حيث تنبض القلوب على وقع الموسيقى التي تُعبّر عن محبة الصحراء وتجذرها في كياننا .. كل نغمة تُجسد التاريخ، وكل لحن يرسم صورة تُحاكي البيداء في أجمل تجلياتها .. وفي 18 أبريل يتحاور الفنانون والمبدعون في لقاء تواصلي في دار الثقافة بأرفود، حيث يتلاقى الإبداع والتجديد في فضاء يفيض بالابتكار، وتغدو الفكرة والفن رفيقين في مسيرتهما نحو غدٍ أفضل
وفي اليوم الأخير، 19 أبريل يتنقل المهرجان إلى مركز الريصاني الثقافي ليختتم بتفاصيل جميلة تنسجها أصوات الفنانين والمجموعات الموسيقية المحلية، التي تتناغم مع أصداء تاريخ الصحراء العميق
لم يكن هذا الحدث ليرى النور لولا الجهود الحثيثة التي بذلتها النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية، بقيادة النقيب محمد توفيق عمور، الذي يواصل مسيرته بكل عزيمة مع المكتب التنفيذي، الذي يسهر على دعم المبدعين وإبراز فنونهم وتنظيم فعاليات تساهم في خلق حركة فنية تحفظ كرامة الفنانين المحليين .. إنّ المجموعات الموسيقية المحلية التي تُشارك في هذه التظاهرة، تمثل الوجدان الشعبي وتُعدّ بمثابة جسر للتواصل بين الأجيال
يظل الدعم اللامحدود من وزارة الشباب والثقافة والاتصال سَندًا قويًا لهذه المبادرة، مما يضمن استمرار النجاح ويُعزز مكانة هذه المهرجانات في خارطة الثقافة المغربية، فبفضل هذه الجهود التعاونية، يصبح “عرس الصحراء” أكثر من مجرد مهرجان فني، بل هو احتفال حقيقي بالهوية الثقافية والفنية للمنطقة، واحتضان للمواهب الجديدة والقديمة على حد سواء
إنّ مهرجان “عرس الصحراء” في الراشيدية والريصاني، هو إذًا أكثر من مجرد احتفال موسيقي، إنه عيد يلتقي فيه الفن بالتراث، ويلامس فيه الحلم الحقيقة، وعلى أرضه ينبت الإبداع ويترعرع كما ينبت نخيل الصحراء في سكون الليل وصفاء الفجر
زبدة القول
مهرجان “عرس الصحراء” في درعة تافيلالت هو تجسيد حي للفن والتراث، حيث يلتقي الإبداع مع أصالة الصحراء، ليبقى منبراً للثقافة والفن المحليين .. إنّ هذا الحدث الذي يُنظّم بفضل جهود مخلصة من النقابة المهنية المغربية لمبدعي الأغنية، وبدعم من وزارة الثقافة يُعتبر فرصة للاحتفاء بالهوية الفنية الغنية للمنطقة، ويُشكل جسرًا بين الأجيال والمواهب المتجددة