تالسينت – ميمون بوركبة
في مدينة تالسينت باقليم فجيج، حيث يفترض أن تكون الساحات العامة متنفسًا للأطفال والعائلات، تتحول بعض هذه المساحات إلى مصدر للقلق والخطر .. الساحة الجديدة، التي كان من المفترض أن تكون مكانًا للترفيه والاستجمام، أصبحت تعرف إهمالا فادحا وتقصيرا متعمدا من قبل المسؤولين عن الشأن المحلي، مما يعرض حياة الأطفال للخطر
من المعروف أن المنشآت العامة تُبنى وفق معايير محددة، تأتي في مقدمتها توفير السلامة والأمن للمستخدمين .. ومع ذلك، يلاحظ في الساحة الجديدة غياب تام لهذه المعايير الأساسية، فبدلًا من أن تكون مكانًا آمنًا للعب الأطفال، تحولت إلى منطقة مليئة بالمخاطر بسبب الإهمال وعدم الالتزام بمعايير السلامة
تخيلوا عشرات الأطفال يلعبون بالألعاب المتواجدة بالساحة دون أي إجراءات وقائية أو إشراف يضمن سلامتهم، في حال سقوط أحدهم، وهو أمر وارد جدًا، فإنه سيتعرض حتمًا لإصابة خطيرة بسبب تراكم الحجارة في المكان، وغياب الرمال أو العشب الذي من المفترض أن يكون موجودًا لتخفيف أثر السقوط وحماية الأطفال من الإصابات .. هذه الصورة المؤلمة، ليست مجرد سيناريو افتراضي، بل هي واقع يعيشه أطفال المدينة يوميًا
السؤال الذي يطرح نفسه هنا .. إذا كانت الساحة لا تزال قيد الإنشاء، فلماذا تم تركيب الألعاب قبل توفير شروط السلامة الأساسية ..؟ هذا الإجراء غير المنطقي يظهر مدى الإهمال وعدم الاكتراث بحياة الأطفال من قبل المسؤولين.
هذا الإهمال لا يقتصر فقط على غياب الرمال أو العشب، بل يتعداه إلى عدم وجود أي إشراف أو مراقبة في الساحة .. ففي حال وقوع أي حادث، لن يكون هناك من يتدخل لإنقاذ الطفل أو تقديم الإسعافات الأولية .. هذا الوضع يزيد من خطورة الموقف ويجعل الساحة مكانًا غير مناسب للعب الأطفال
من الواضح، أن المسؤولين عن الشأن المحلي لم يدركوا بعد أهمية توفير بيئة آمنة للأطفال .. فالساحة العامة ليست مجرد مكان للعب، بل هي مساحة يجب أن توفر الأمان والراحة للأطفال وعائلاتهم .. الإهمال في توفير هذه الشروط الأساسية يعكس عدم الاكتراث بحياة المواطنين .. وخصوصًا، الأطفال الذين هم أكثر الفئات عرضة للخطر
في الختام، نطالب المسؤولين عن الشأن المحلي بالتحرك الفوري لمعالجة هذه الأوضاع الخطيرة في الساحة الجديدة، وتوفير كل شروط السلامة والأمان قبل السماح للأطفال باستخدام الألعاب، كما نطالب بوجود إشراف دائم في الساحة لضمان سلامة الأطفال لتجنب أي حوادث قد تؤدي إلى إصابات خطيرة .. الساحة العامة يجب أن تكون مكانًا للفرح والمرح، وليس مصدرًا للقلق والخوف
