باريس / وزيرة الثقافة رشيدة داتي وإيمانويل ماكرون في نوتردام
فـرنسـا- عبد الرحيم مالكي
شهدت كنيسة نوتردام في باريس حدثًا تاريخيًا هامًا اليوم الجمعة 29 نونبر 2024، حيث قام عدد من المسؤولين الفرنسيين بزيارة هذه المعلمة الباريسية الشهيرة بعد الانتهاء من أعمال ترميمها الكبرى التي استمرت لعدة سنوات، من بين هؤلاء المسؤولين كانت وزيرة الثقافة والتراث الفرنسية رشيدة داتي من أصول مغربية، التي حضت هذه المناسبة برمزية كبيرة .. خصوصًا، بالنظر إلى دورها البارز في قطاع الثقافة الفرنسي .. رشيدة داتي، التي تشغل منصب وزيرة الثقافة والتراث منذ مايو 2024، كانت حاضرة في هذه الزيارة التاريخية رفقة كبار المسؤولين الفرنسيين، مثل إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، و لوران أولريش، رئيس أساقفة باريس، وآن هيدالغو، عمدة باريس .. رشيدة داتي، تحظى بخبرة واسعة في مجال السياسة والثقافة، لعبت دورًا محوريًا في إعادة تسليط الضوء على أهمية التراث الثقافي الفرنسي في تعزيز الهوية الوطنية وحمايته للأجيال القادمة، كونها وزيرة الثقافة، كان حضورها في هذه الزيارة يحمل دلالة قوية على التزام الحكومة الفرنسية بالحفاظ على التراث الوطني، لا سيما بعدما تعرضت الكنيسة إلى أضرار جسيمة جراء الحريق المروع في عام 2019، وكانت داتي قد أعلنت في عدة مناسبات أن الحفاظ على التراث الثقافي الفرنسي يعكس التزام الدولة بتعزيز تاريخها وهويتها، وأن كنيسة نوتردام تشكل جزءًا لا يتجزأ من هذا التراث .. الكارثة التي تعرضت لها الكنيسة في 2019 قد هزّت العالم بأسره .. الحريق دمر أجزاءً كبيرة من السقف وبرج الكاتدرائية، وهو ما دفع السلطات الفرنسية إلى إطلاق حملة ترميم ضخمة، تحت إشراف الرئيس إيمانويل ماكرون
هذه الحملة التي شهدت جهودًا استثنائية على مدار سنوات، كان الهدف منها إعادة الكنيسة إلى حالتها الأصلية، مع تطبيق تقنيات حديثة للحفاظ على التفاصيل المعمارية الفريدة للمعلم، وقد تمكنت فرق الترميم من إعادة بناء البرج الشهير، الذي كان يميز الكاتدرائية، بالإضافة إلى إعادة ترميم السقف والنوافذ الزجاجية الملونة، وتعتبر هذه الزيارة في 29 نوفمبر 2024 بمثابة تتويج للعمل الشاق الذي بذلته فرق الحرفيين والمعماريين، وسط إشادة واسعة من قبل المجتمع الفرنسي والعالمي .. إلى جانب رشيدة داتي، كان الرئيس إيمانويل ماكرون حاضرًا في هذا الحدث، ما يعكس أهمية إعادة بناء الكاتدرائية بالنسبة للقيادة السياسية في فرنسا، كما حضر لوران أولريش، رئيس أساقفة باريس، الذي كان له دور أيضًا في دعم هذه الجهود من منظور ديني وروحي
أما آن هيدالغو، عمدة باريس، فقد عبرت عن فخرها بإنجاز هذا المشروع الضخم، والذي يساهم في تعزيز مكانة باريس كعاصمة ثقافية وسياحية عالمية .. هذه الزيارة، التي شهدت حضور رشيدة داتي بشكل خاص، لم تكن مجرد مناسبة احتفالية، بل كانت فرصة لتسليط الضوء على العمل الكبير الذي قامت به الحكومة الفرنسية في إعادة إحياء كنيسة نوتردام، كما أنها تُظهر التزام الدولة بحماية التراث الثقافي والحفاظ على المعالم التاريخية التي تشكل جزءًا من الهوية الفرنسية والعالمية، بالإضافة إلى ذلك، فإن زيارة رشيدة داتي لهذا المعلم التاريخي تتماشى مع أولويات وزارتها في دعم وترسيخ مكانة التراث الثقافي الفرنسي في العالم