أخبارمجتمع

الوطنية الحقيقية بين التطبيل والتضحية .. ومعاناة أسر شهداء حرب الصحراء المغربية

* محمد قبلي

يحتفلون بالمسيرة الخضراء .. يتبجحون بوطنية صماء .. شعارات وتهليلات .. حفلات بالعمالات و الولايات، أما الجمعيات فحدث ولا حرج، يطبلون ويزمرون وهم لا يعلمون ما هي قضية الصحراء المغربية .. الآمها وأمال جنودها .. لم يذوقوا لذة الحديث عنها من موقع المضحي بالدم .. لم يعيشوا اثار اليتم على الأبناء حين فقدان الشهيد (الاب) .. لم يروا متقاعدا يعيش بتقاعد هزيل ويعيش (ببراكة) سقفها زنك .. لم يروا أرملة تبكي بمنتصف الليالي ضعفا وخوفا من الفشل في احتضان الأيتام .. لم ولن يعلموا أن ابنة الشهيد أصبحت عرضة للشارع وسلبياته حين وفاة الام وفقدان المعاش .. لم يتجرعوا آلام أسر بكاملها يبلغ تعدادها الآلاف .. لم يتذوقوا آلام نكران الدولة لتضحيات الآباء وحرمان الأسر من الحقوق .. أما الامتيازات فهي لأهل التطبيل .. لم .. ولن .. ولا .. أحرف كانت الأسر تصطدم بها مع كل ألم أو امل .. تجاهل .. تجاوز .. وفي كثير من الأحيان إهانات

فبأي ذكرى تحتفلون .. وعن أي وطنية تتحدثون .. ؟ وأغلب كرنفالات الرقص مرت بأحياء الشهداء ولم يكلفوا أنفسهم التفاتة تكريم لأرملة شهيد، أو أخذ بخاطر متقاعد .. أو حتى ابتسامة مجاملة من عامل أو والي وحتى قائد ..؟

إنها المهزلة بكل مقاييسها .. أن ندع المضحي يعيش الهم والغم والجمعيات ودولتنا الموقرة تعيش الوهم بالاحتفال بمن ..؟ اللـه أعلم إن كانت ركائز القضية الجنود والاسر أصبحوا ضحية نكران التضحيات ..  

نعم، الصحراء مغربية وقضيتنا الأولى .. لكن، كيف نكرم الحصان ونغفل عن دور الفارس المقدام

همسة في أذن كل من يهمه الأمر لتدارك ما يمكن تداركه .. فهل من آذان صاغية ومن التفاتة واعية بحقيقة القضية ومضمونها لا بالقشور والاحلام الوهمية ..؟

وكل ذكرى وأنتم .. بخير

* ابن شهيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق