إسبانــيا / غضب فالنسيا بعد الفيضانات
متابعة – حسن اسواني
بعد الفيضانات الكارثية التي ضربت مدينة فالنسيا مؤخرًا، خرج نحو 130,000 متظاهر إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم الشديد والمطالبة بإجابات وإجراءات جادة من قبل السلطات .. بالمناسبة، فهذه الفيضانات تسببت في خسائر مادية كبيرة وشردت آلاف الأشخاص، مما أثار موجة استياء واسعة لدى السكان، الذين يرون أن هناك قصورًا واضحًا في إدارة البنية التحتية وغياب سياسات فعالة للوقاية من الكوارث الطبيعية
أعرب المتظاهرون عن استيائهم من تعامل السلطات المحلية والوطنية مع الأزمة .. متهمين إياها بعدم الاستعداد الكافي لمواجهة الأخطار المناخية المتزايدة .. بحيث أن المنطقة معروفة بتعرضها المتكرر للأمطار الغزيرة والفيضانات، ورغم ذلك يرون أن الحكومة لم تتخذ التدابير اللازمة للتخفيف من آثار هذه الظواهر للإشارة، فقد برزت شكاوى كثيرة حول سوء تخطيط المدن، حيث تزايد العمران العشوائي في مناطق قابلة للفيضانات مما زاد من حدة الكارثة .. وقد تنوعت مطالب المتظاهرين، حيث دعا الكثيرون إلى تخصيص مزيد من الاستثمارات لتحسين البنية التحتية لمجاري الصرف، وبناء أنظمة فعّالة لحماية المدينة من الفيضانات، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات جدية لمنع التوسع العمراني في المناطق المعرضة للفيضانات، كما طالبوا السلطات بفرض رقابة صارمة على مشاريع البناء وأخذ الأثر البيئي بعين الاعتبار للحد من الأضرار التي يمكن أن تتسبب فيها الكوارث الطبيعية مستقبلاً
من جانب آخر، تدرك السلطات حجم الضغط الشعبي المتصاعد، مما قد يدفعها إلى النظر في إعادة تقييم السياسات الحالية وتخصيص موارد إضافية للتخفيف من المخاطر .. وقد دعا بعض المسؤولين إلى ضرورة التعاون بين مختلف المستويات الحكومية ومراجعة الخطط العمرانية في المناطق المتضررة لضمان حماية المواطنين ورفع كفاءة الاستجابة للكوارث في المستقبل
تأتي هذه المطالب في ظل ارتفاع الوعي المجتمعي بتأثير التغير المناخي وما ينجم عنه من كوارث طبيعية متزايدة، مما يُظهر الحاجة الماسة لوضع سياسات جديدة تتماشى مع الواقع المناخي المتغير والتحديات المستقبلية التي تتطلب إجراءات أكثر صرامة وفعالية لحماية المدن وسكانها