هل التعديل الحكومي الجديد سيحدث التجاوز المطلوب للاختلالات والإكراهات الراهنة ..؟!
مع التعديل الحكومي الذي تم يوم 23 أكتوبر 2024، تأكد صحة ما قلناه في سابق الأيام على صفحات جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، حول قدرة أخنوش على إنقاذ حكومته من الإفلاس والانهيار الذي تعاني منه في مواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي لن تتجاوزها إلا بتغيير الحكومة وإنهاء استمرار بعض أسمائها، التي لم تعد صالحة، كالموجودين على رأس الحقائب الحارقة، في العدل و الشباب والثقافة والتواصل والتعليم والفلاحة
أجل، كان سيكون بإمكان أخنوش الاستمرار -براحة تامة- على رأس الحكومة بعد تعديل هذه الأسماء الحكومية الفاشلة في تدبير الشأن الحكومي، ومواجهة المعارضة وتخفيض انتقادات الشارع ضد حكومته، ورفع مستوى الأداء الحكومي على الأقل في ترجمة التوجيهات الملكية في الأوراش الكبرى، كالدولة الاجتماعية وتقليص الفوارق المجالية والجهوية، وإقرار العدالة الاجتماعية التي لم تعرف طريقها على امتداد السياسات الحكومية المتعاقبة .. ولهذا، نقول، أن خروج الوزراء الفاشلين -لو تم ذلك في التعديل الأخير- كان سيكون بمثابة محطة أولى في تغيير العمل الحكومي نحو الأفضل في السياسة الحكومية المطلوبة هذه الأيام
نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نزايد على السيد أخنوش وحكومته، التي اعتمدت على لغة الوعود في تعاملها مع الأزمة وتقديم الحلول الملائمة على الورق فقط، وكمثال على ذلك: نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. كم انتظرنا منذ تكليف محمد المهدي بن سعيد بحقيبة التواصل (شتنبر 2021) .. نعم منذ ذلك التاريخ وإلى يوم الناس هذا، انتظرنا موافقته على الاجتماع معنا كنقابة وطنية نشيطة لمعالجة مشاكل الاتصال والإعلام، وفتح الحوار حول القضايا المطروحة، التي لا يمكن معالجتها بالمنهجية السائدة، ولكن، لا حياة لمن تنادي .. وقس على ذلك، كل الوزارات التي فشلت في إقناع المواطنين بصلاحيتها في وقف النزيف والاحتقان
تأسيسا على ما سبق، و لحد الساعة، لا تمتلك الحكومة الحالية الرؤيا الاستشرافية الملائمة في جميع القطاعات، فبالأحرى الوزراء الذين سيتحملون المسؤولية بعد التعديل .. ولأجل ذلك، نقول لأخنوش، إن الرهان على ربح الزمان في الاستمرار على رأس الحكومة سيكون رهينا بالاستعداد والمصارحة وروح المسؤولية التي لابد منها، كما جاء في توجيهات جلالة الملك، والتي من بين ما قال: ” … يجب على التحالف الحكومي الحزبي تدبير شؤون البلاد بما يسمح بالمحافظة على السلم الاجتماعي والاستجابة لتطلعات المغاربة المشروعة” .. بالإضافة إلى ذلك، أن رئيس الحكومة تلقى أيضا الكثير من الإشارات الملكية بضرورة البدء في البحث عن البدائل التي يمكنه أن يترجمها في التعديل الحكومي .. لكن، للأسف، تمخض الجبل فأنجب (…! )، لأنه بعد مدة طويلة ساد فيها الترقب والانتظار، أعلن مؤخرا -كما سبقت الإشارة إلى ذلك أعلاه- عن لائحة الهيكلة الجديدة للحكومة في صيغتها الثانية، والتي خرج -أو أجبر على الخروج- من بابها الواسع بعض الوزراء ذوو كفاءة عالية لم يكن من المفروض السماح بخروجهم، بينما احتفظ ببعض الوزراء أصحاب الشخصيات المستفزة التي ياما أثيرت حولهم زوابع كثيرة، وطالتهم العديد من الانتقادات اللاذعة، جراء ما سببوه من معاناة للمواطنين، المتمثلة في احتقارهم من جهة، وما جلبوه من سخرية للمغرب من جهة ثانية .. وثالثا، ما رافق ذلك من التقليل من شأن حديث صادر عن رسول اللـه (ص) والاستهزاء به .. الشيء الذي، يعد تصريحا مسيئا للدين الإسلامي ومسا لمشاعر المغاربة
خلاصة القول، نتمنى في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة للمسؤولين الجدد، الذين حظوا بمقاعد وزارية عقب التعديل الجديد .. نتمنى لهم، مسيرة مهنية لامعة وذات معنى