جاكارتا / مسجد الاستقلال
إعــداد – إبراهيم بونعناع
يعتبر المسجد الذي يقع في ساحة مارديكا في العاصمة الإندونيسية جاكرتا أحد أكبر المساجد في جنوب شرق آسيا والثامن عالميا، يتكون من قبتان كبيرتان ومئذنة بطول 90 مترا، أما سقف المسجد فتزينه الزخارف الإسلامية بأشكال وألوان متنوعة
يقابلك في مدخل المسجد عدد من الأشخاص أشبه بمكتب استقبال، مهمتهم صف أحذية المصلين في رفوف خشبية ومنح كل مصل رقماً خاصاً يحتفظ به لاستلام حذاءه بعد فراغه من أداء الصلاة
عند دخولك المسجد تشعر بالأجواء الإيمانية التي تلف المكان الواسع؛ فهذا مصلٍ احتضن كتاب اللـه في تلاوة خاشعة، وآخر يؤدي صلاة السنة الراتبة بكل طمأنينة، وثالث اصطحب ابنه الصغير للصلاة ولسانه يلهج بالدعاء والذكر
أما النساء في آخر المسجد فستتعجب من كثرتهن وخشوعهن في الصلاة وهن يلفن رؤوسهن بالحجاب في منظر مهيب
لا تقتصر رسالة المسجد على أداء الصلوات المفروضة فحسب، بل تمتد إلى أبعد من ذلك من خلال إنشاء فصول دراسية لتحفيظ القرآن الكريم، تستهدف البنين والبنات وكبار السن وتوعيتهم في جوانب العبادات وشرح مناسك الحج والعمرة، من خلال تنظيم المحاضرات التوجيهية والدورات التدريبية عمليا حول مجسم الكعبة الشريفة الذي وضعوا لها مجسما بساحة تابعة للمسجد
تحيط بالساحات الخارجية للمسجد بحيرة صناعية ونافورة وأسواق تجارية، ويعج المكان بحركة غير عادية من الزوار حتى من غير المسلمين وهم يحملون هواتفهم المحمولة لالتقاط صور تذكارية مع المسجد
تشير تقارير إعلامية، إلى أن بناء المسجد تطلب 14 عاماً من الأشغال (1961- 1975)، وسمي بمسجد الاستقلال؛ لأنه شرع في بنائه بعد استقلال إندونيسيا عن هولاندا في 1949، وأراد الإندونيسيون حينها أن يشيّدوا مسجداً عظيماً يليق بسمعتهم كأكبر بلد إسلامي سكاناً، بتعداد 240 مليون نسمة