من أجل إعلام مهني .. مواطن ومستقل (2)
منذ ولادتها والنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ترفع صوتها عاليا لإعادة الاعتبار للفاعلين في حقل الصحافة و الإعلام بكل قنوات التعبير عنه، سواء المكتوب أو السمعي البصري أو الالكتروني، والمطالبة بالمزيد لصالح كل فئاته، من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وحماية حقوق المهنيين، القانونية والدستورية، بواسطة تنظيم نقابي مدني وديمقراطي ومواطن .. وذلك، لتحسين دورهم الوطني، وموقعهم في النسيج الاجتماعي والإنتاجي والمؤسساتي، حتى يكونوا فعلا نواة صلبة، ورافعة حقيقية لتأمين تطلعات المجتمع في الاستقلال والتحرر والديمقراطية .. وكذا، الحكامة الجيدة في التنمية، وتكريس موقعهم كسلطة رابعة حقيقية، لتأمين وتفعيل الرأي العام الوطني المواطن والديمقراطي الحقيقي، الكفيل بالإخبار والمساءلة و التنوير
إنها النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي اختار مؤسسوها في العشرية الأخيرة من القرن الماضي، أن تكون أداة ديمقراطية نقابية حقيقية، مندمجة في جسدها المجتمعي، ومعبرة عن واقعه بصدق .. بعيدا عن النماذج المختلفة والانتهازية، لتمكين عموم المهنيين من أداء مهامهم، كما تمارس في أرقى المجتمعات، حتى يكون الإعلام الوطني قادرا على الحضور الإيجابي داخليا وخارجيا، و وفق أحدث المعايير ومنظومات التأهيل، التي تسمح للفاعل المهني بأداء واجبه في أحسن الظروف .. ولعل، منظومة القانون الأساسي للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، التي توجه نضالاتها تكشف عن حقيقة مضمون الالتزام والفعالية والجرأة، التي تحدد طبيعة مسارها النضالي والديمقراطي والحداثي، لتحقيق وحدة الصحافيين والإعلاميين، والارتقاء بدورهم ضمن الطبقة العاملة في الوطن، وتأمين مصالحهم ومطالبهم، وفق ما نصت عليه قوانين الوطن والتشريعات والمعاهدات الدولية ذات الصلة، و وفق ما يطمح إليه الفاعلون في كل قطاعات الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع والالكتروني
إن التركيز على الإعلام المهني بالنسبة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، يؤكد على سلامة الموقف اتجاه مضمون ومحتوى وشكل الإعلام المهني المرغوب فيه، حتى يكون إعلاما مسؤولا وموضوعيا ونزيها في كل أشكال تعبيره، سواء في الإخبار والمساءلة والتنوير .. بعيدا، عن كل ما يجعله إعلاما رخيصا وانتهازيا ودعائيا، والمهنية بالنسبة للنقابة، هي الممارسة المهنية التي تحترم العناصر الأساسية، التي يقوم عليها العمل الإعلامي المسؤول والجريء والنزيه، الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، ولا ضغوط من يوظفون الإعلام لحماية مصالحهم، والتغطية على سلوكاتهم المنحرفة والمشبوهة، وفي تصفية خصومهم ومعارضيهم في جميع المجالات، إلى جانب التوظيف والاشتغال على كل الوسائط والآليات والمناهج والبرامج، المؤدية إلى التحسن والتطور في الممارسة الإعلامية الملائمة لحاجيات المتلقي للمادة الإعلامية، وتوسيع مجالات الانفتاح والتواصل مع الآخر، ومع كل التجارب الإعلامية الرائدة، التي يمكن أن تحصن وتطور المشهد الإعلامي في كل وسائل التعبير عنه، والحرص على التكوين وتطوير التجربة الإعلامية، مما يساهم في تقديم المنتوج الإعلامي الأكثر تطورا ورقيا في شكله ولغته ومضمونه، ومهنية صياغته، التي تتلاءم مع خصوصية المجتمع وحاجاته، وهويته الثقافية والتاريخية والحضارية، والمتناسبة مع جميع القدرات والفئات العمرية