حول ضرورة تكريس قيم التسامح والتعدد في المشهد الإعلامي والصحفي الوطني
كم يحز في النفس والضمير، أن تقرأ أو تشاهد أو تستمع إلى بعض الآراء والمواقف الفجة والغارقة في الأمراض النفسية والعصبية والاجتماعية الشاذة، التي توجه الانتقادات والأحكام الجاهزة عن غيرها في مشهدنا الإعلامي والصحفي الوطني، دون أن تعرف سقف حريتها في التعبير عن أحقادها وأمراضها، مع أن جميع الانتقادات المعبر عنها، يجب بالضرورة أن تكون واضحة، وحول ما يمكن إصلاحه وتقويمه، لا أن تكون حاقدة ومنحرفة، ولا تؤمن بالاختلاف الطبيعي، والتنافس الشريف في الفضاء الإعلامي والصحفي الوطني المعبر عن حقيقة تنوع وتعدد المشهد
من متابعة القوانين الأساسية والتنظيمية تكتشف أن جل هذه الآراء المعبرة في النقابات والجمعيات في مشهدنا الإعلامي تتناقض وحقيقة السلوكات المعبرة عنها، وأن الجميع لا يحترم مشروعية المبادئ والقواعد التي سطرها لتنظيمه النقابي والجمعوي، كما أنها بعيدة على ترجمة ذلك في أنشطتها وبرامج عملها
ما أكثرها النقابات والجمعيات التي تعمل الاسم وعنوان المقر والمكتب المسير .. ولكنها، لا تترجم ذلك في سلوكها اتجاه من يختلفون معها في المشهد الإعلامي، كما أن معظمها لا يخرج عن المنظمات الشكلية فقط، في الوقت الذي يجب أن يكون لها حضور حقيقي ودائم وفي مختلف الواجهات النضالية والتأطيرية التي تأسست من أجلها .. فحبذا، لو اشتغلت وتجاهلت الصراع مع باقي المنظمات التي تنافسها في الساحة، أو التي تشكل معها التعددية التنظيمية التي نص عليها دستور الوطن، وسخرت مكاتبها في استعراض العضلات في العمل و التأطير والتنظير والنضال، بدل تصفية الحسابات مع الآخرين