* محمد أحمزاوي
تشكل الأحداث التاريخية العظيمة التي عاشها وطننا الحبيب، من المسيرة الخضراء إلى ثورة الملك والشعب، ومن تقديم وثيقة الاستقلال إلى استرجاع إقليم وادي الذهب، محطات مجيدة في تاريخ المملكة المغربية، التي يحق لكل مغربي ومغربية أن يفتخر بها .. هذه المراحل التاريخية العظيمة تجسد أسمى معاني الوحدة الوطنية والإرادة الشعبية، وتعكس الشجاعة والإصرار اللذين تحلى بهما المغاربة في الدفاع عن سيادة وطنهم واسترجاع أراضيهم المغتصبة
ورغم مرور السنين واستمرار الاحتفال بهذه المحطات الخالدة في ذاكرة الشعب المغربي، فإننا في الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، نلاحظ بقلق كبير، أن فئة من الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل استرجاع الأقاليم الصحراوية لا تزال تعاني من غياب الاهتمام والتكريم المستحق من طرف الحكومة والبرلمان والأحزاب والمجتمع المدني والإعلام .. لقد قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم الطاهرة ليظل المغرب حراً ومستقلاً، ومن حق أسرهم أن تحظى بالتكريم والاعتبار اللائقين بتضحياتهم
إننا في الجمعية نطالب بتفعيل التعليمات الملكية السامية المتعلقة بحقوق أسر الشهداء والمفقودين والأسرى، لا سيما فيما يخص السكن والتشغيل وسبل العيش الكريم .. نطالب إدارة الدفاع الوطني، ومؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، وكل المؤسسات المعنية، بالعمل على تنفيذ هذه التعليمات الملكية على أرض الواقع، وليس الاكتفاء بالترويج الإعلامي
لا يجوز أن تستمر عائلات الشهداء والمفقودين والأسرى في الصحراء المغربية في معاناتها بصمت، محرومة من حقوقها المشروعة في السكن والتشغيل، خاصة وأن هذه الحقوق مكفولة بموجب التعليمات الملكية السامية .. إن تكريم هؤلاء الشهداء وأسرهم، ليس مجرد واجب وطني، بل هو مسؤولية أخلاقية ملقاة على عاتقنا جميعاً
وباسم الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية، ندعو إلى الإسراع في تنفيذ هذه القرارات الملكية، وضمان استمرارية الوفاء لتضحيات هؤلاء الأبطال الذين بذلوا أرواحهم في سبيل أن تظل راية المغرب خفاقة، و وحدته الترابية مصونة.
* رئيس الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية