تيزنيت / فعاليات مهرجان تيميزار .. نجاح ظاهري وتنظيم فاشل
بواسطة – عبد اللـه بوعيسى
يعد مهرجان تيميزار واحدا من الفعاليات الثقافية البارزة التي تقام سنويا بمدينة تيزنيت (الدورة 12 حاليا)، ويشتهر بعروضه المتنوعة التي تشمل الفنون التقليدية، والمعارض الحرفية، والأنشطة الثقافية المختلفة .. صدقني عزيزي القارئ، أنني أود أن أتوقف هنا وأقول لك “العام زين” .. لكن، ورغم ما يروج له القائمون على المهرجان من نجاح كبير، إلا أن هناك جوانب خفية تبرز ضعف التنظيم والإدارة، أو كما نقول بالعامية “العكر فوق (…)”، مما يؤثر سلبا على التجربة العامة للحضور والمشاركين .. ومن بين أبرز المشكلات التنظيمية والتي ناقشتها مع أحد الزملاء هي البنية التحتية للمهرجان ولا أقصد بها الطرق بطبيعة الحال، حيث يعاني الكثير من الزوار من عدم وجود المرافق الأساسية، مثل الحمامات العامة ومناطق الجلوس، رغم أن المهرجان عمره 12 سنة ..! وهذه فقط تحتاج لمقال وحدها، لأن عدم وجود هذه المرافق يؤدي إلى ازدحام شديد وإزعاج للحضور، ولا ننسى عزيزي القارئ الإدارة اللوجستية التي تعتبر من أكبر التحديات التي تواجه القائمين على هذا المهرجان .. فعدم التنسيق الجيد بين الفعاليات المختلفة، وكما لاحظناه في هذه الدورة من مهرجان تيميزار يؤدي إلى تضارب في الأوقات وتداخل في البرامج على سبيل المثال لا الحصر، التبوريدة ستقام في طريق أݣلو، وليس طريق أݣادير، وعرض الأزياء سيقام بقاعة أسلاف، وليس بفندق إدو وغيرها الكثير، مما يربك الزوار ويحول دون استفادتهم الكاملة من العروض
رغم الجهود الكبيرة المبذولة في الدعاية والتسويق للمهرجان، إلا أن التنظيم الداخلي يعاني من قلة الاهتمام، لأن الترويج المكثف يعزز من توقعات الزوار .. ولكن، التجربة الواقعية تخيب الآمال بسبب الفوضى وسوء التنظيم .. وهذه التجربة السيئة تؤدي إلى نفور الزوار من العودة في السنوات القادمة .. فالتوقعات العالية التي يروج لها القائمون على المهرجان تتحطم أمام الواقع الفوضوي، مما يترك انطباعًا سلبيا، لأن التنظيم الفاشل يؤثرعلى سمعة المهرجان على المدى الطويل، كون الانتقادات المستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي و وسائل الإعلام تضر بالصورة العامة للمهرجان وتجعل منه حدثا غير مرغوب فيه، وبذلك سيشعر المشاركون والمستثمرون بخيبة أمل، نتيجة الفشل التنظيمي، لأن عدم القدرة على تقديم عروضهم ومنتجاتهم بشكل منظم ومناسب يقلل من فرص النجاح والتسويق لهم، مما قد يدفعهم إلى عدم المشاركة مستقبلاً
ورغم النجاح الظاهري الذي يروج له منظمو مهرجان تيميزار، إلا أن الفشل التنظيمي يظل عقبة كبيرة تعيق تحقيق الأهداف المرجوة منه رغم أننا اليوم في الدور 12، ومن الضروري أن يولي القائمون على المهرجان اهتماما أكبر بالجوانب التنظيمية، والعمل على تحسين البنية التحتية، وتعزيز التدابير الأمنية، ولا أقصد هنا المخزن، لأنه قام بدوره بأحسن وجه، بل أقصد الأمن الخاص المغلوبون على أمرهم، فهم بريؤون من هاته التهمة، ونرجع بذلك لنقطة البداية ألا وهي التنظيم الفاشل، وتوفير إدارة لوجستية فعالة لضمان تجربة مميزة وناجحة للجميع