العالم والحاجة إلى العقل لوقف حروب الأغنياء على الفقراء
نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ضد الاغتيالات السياسية ومحاولة قلب الأنظمة السياسية بالعنف، ونعتبر ما حدث للرئيس ترامب محاولة يائسة لزعزعة أكبر قوة في العالم وتشويه نظامها الديمقراطي السياسي، الذي لا يجادل فيه أحد، فبالأحرى شعوب العالم التي كانت ولا تزال تعتبر النظام الأمريكي أرقى نظام سياسي عرفه التاريخ .. ومجرد محاولة الاغتيال الفاشلة لا تخرج في نظرنا عن ردود الأمريكيين ضد الرئاسة التي لا تشاركهم في الرأي والسلوك اليومي
إن مجرد ردود الفعل الطبيعية للأمريكيين ضد النظام الرئاسي في واشنطن، لا تخرج عن طبيعة نظامهم التحرري الذي يفتخرون به، وقد كانوا دائما في تاريخهم ضد جبروث النظام السياسي الذي لا يعترف بحقوقهم ومصالحهم في الأزمات، والتاريخ الجمهوري يؤكد على ذلك باستمرار ولا يختلف الديمقراطيين مع الجمهوريين في قوة النظام السياسي رغم الخلافات الواقعية بينهم، حيث يعتبرون قوة الدولة مقدس بين الأمريكيين رغم الاختلافات والصراعات .. وما حدث في انتخابات بايدن وترامب التي فاز فيها الديمقراطيون تؤشر على هذه الحقيقة التاريخية الثابتة
إن العالم اليوم بحكم الصراعات الإستراتيجية والسياسية يؤشر على غياب النزوع إلى العقل والسلم في معالجة القضايا الكبرى المطروحة، والصراعات بين الكتل الكبرى التي تملك المال والقوة وسلطة القرار، حيث أدى تجاهل العقل بين الدول إلى سيطرة قانون الغابة على العلاقات الدولية، خاصة بين المعسكرين الشرقي والغربي اللذين وجدا في الإنفاق على التسلح المخرج وفرض القوة على الشعوب التي تعيش بينهم، خاصة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وفي مختلف القضايا ذات الاهتمام العالمي التي لم تحظ بالتوافق حتى الآن
إن الإجماع على ضرورة الاحتكام إلى العقل وتجاوز التاريخ الأسود في العلاقات الدولية، أصبح هو السبيل لتجاوز هذا الاضطراب وعقلية الماضي التوسعي، التي كانت تؤثر على العلاقات بين الكبار والصغار في العالم .. ونظن، أننا في العالم العربي، ومنذ الحرب العالمية الثانية لم نحظ بما ينهي هذا الصراع الأبدي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما تمت معالجة قضايا أخرى مثل هذه التي لا زالت ترهن تطورنا العربي السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحضاري .. ولنا الثقة كشعوب في انتصار لغة السلم والحوار بدعم من الدول الكبرى في العالم إن الجمهوريين في تاريخهم أكثر حرصا على التهديد بالحروب بالمقارنة مع الديمقراطيين الأكثر استعدادا للفصل قي النزاعات بالطرق السلمية والحوار .. وهذا، ما يرجو العالم اليوم من الديمقراطيين إذا نجحوا في الانتخابات المقبلة .. وخصوصا، في منطقتنا العربية الأكثر تضررا من السياسة الجمهورية عبر التاريخ