ذ. يوسف الإدريـــــــــسي
الجميع متذمر إلى حد الغثيان؛ عدد يتذمر في صمت والعدد الآخر يضرب عرض الأبواب وعرض الحائط احتجاجا على مستعجلات المستشفى الإقليمي باليوسفية .. للأسف، هي مستعجلات لا تحمل من اسمها سوى حروفا جامدة تزيّن بالبنط العريض ما تبقى من بناية المستشفى
طبيبة واحدة وممرضتان في مواجهة ست حالات مستعجلة قَدِمت لسوء حظها إلى المستشفى بعد زوال يومه الأحد 26 ماي الجاري، والمؤسف أنها قَدِمت في آنٍ واحد
إحراج ما بعده إحراج، بالضبط حين اضطر مواطنون من تلقاء أنفسهم إلى تشخيص الحالة الخطيرة من بين حالاتهم ليتم تقديمها عبر آلية التوافق العفوي للعلاج المستعجل .. وبالفعل، حصل التوافق هذه المرة على شخص تعرض لاعتداء شنيع بحي الزلاقة، ومما زاد من حظوظه للعلاج وجود فريق من الأمن إلى جانبه قصد معاينة حالته الصحية وأخذ الأقوال
وفي الوقت الذي كان ضحية الاعتداء يتلقى العلاج، كان المرضى وعائلاتهم بالخارج يتداولون بينهم في إفراز من يستحق أولوية الدور القادم، وفق شروط ومظاهر وحيثيات لا يعلمها سوى من يقطن بإقليم اليوسفية، حيث قطاع الصحة يحتضر مثلما يحتضر المرضى رواد المستشفى ذاته
حتى الآن، أتحدث عن المعاينة الطبية والنقص في الأطر الصحية، أما الحديث عن التجهيزات الطبية وعن الآلات المتقدمة وعن الأسِرّة الكافية والنظافة المفروض توفرها في مرفق صحي مفتوح على جميع احتمالات الإصابة بالعدوى .. فلن أتحدث عن ذلك حتى لا أثخن الجراح فإلى متى سنظل نكتب ونصرخ ونتألم بأنين الأسف ودموع الحسرة على مستشفى إقليمي وجوده كعدمه ..؟