حتى تكون تدخلات الولاة في الجهات في خدمة الديمقراطية والتنمية
فتح الموضوع الذي ناقشته جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في صفحة جماعات وجهات، نقاشا واسعا بين المهتمين بالديمقراطية المحلية في المغرب، بين معترضين على هذا التدخل الذي يمس استقلال الجماعات ويكرس سلطة الوصاية عليها، وبين مؤيدين للتدخل الذي يساهم في انتباه المنتخبين لاختصاصاتهم في الجهات والجماعات، وقد اتضح اليوم بأن تدخل الولاة لا يتناقض مع المنظومة القانونية المكرسة للديمقراطية المحلية، وأن تفعيل هذه التدخلات يستهدف النهوض بالجهات وهو المحور المحرك لتدخلات الولاة
إن التدخلات التي عرفتها جهات طنجة والرباط سلا القنيطرة والدارالبيضاء – سطات ومراكش أسفي وأكادير، خلقت أجواء جديدة في هذه الجهات في مجالات الاقتصاد والبنية التحتية والسكن والشغل، وستكون لها انعكاسات على تنمية هذه الجهات .. ومن المؤكد، أن نقاش هذا الموضوع سوف يتمدد إلى الديمقراطية في الوطن وما ينبغي أن تكون عليه الجماعات المحلية والاستعدادات وقرارات لتأهيل هذه الجهات للمناسبات الدولية، التي سيحتضنها الوطن .. خاصة، في رياضة كرة القدم على الصعيد الإفريقي والعالمي، وما يتطلع إليه سكان هذه الجهات بالنسبة لتطور جهاتهم في جميع المجالات
إننا في المستقلة بريس، التي انخرطت في الكتابة حول هذا الموضوع من الزوايا القانونية والدستورية والديمقراطية لا يشاطرنا إلا احترام سلطة الوصاية للديمقراطية المحلية وقوانينها المنظمة لاختصاصاتها في الجهات والجماعات .. وننتظر من الولاة احترام هذه المشروعية القانونية أثناء تدخلاتهم في هذه الجهات، وحرصهم على تشجيع النخب المسيرة لها، وتشجيع المبادرات الخلاقة في التدبير الديمقراطي المحلي، بعيدا عن ما يشوه ويضر بما تحقق في تجربتنا الديمقراطية الرائدة، رغم ما يعترضها من تحديات واختلالات
إن المسؤولية في نظامنا الجماعي الوطني، أصبحت في حاجة إلى التحرك نحو المستقبل حتى تسترجع التجربة الديمقراطية المحلية ثقة المغاربة، ويتزايد حماسهم إلى المشاركة في الحياة السياسية والديمقراطية، وهذا ما نريده في المستقلة بريس، أن يكون حافزا لكل المتدخلين في التجربة الديمقراطية وممارسة اختصاصاتها القانونية