المؤتمر الخامس للبام والمحاولات اليائسة للحفاظ على الذات الحزبية بواسطة صيغة القيادة الجماعية
يعلم اللـه وحده كيف اهتدى المؤتمرون في حزب الجرار إلى منع الانفجار والانهيار في صفوف مناضلي الحزب، الذي كان مهددا من خصومه ومعارضيه في الداخل والخارج، حتى بعد انسحاب الأمين العام السابق عبد اللطيف وهبي من التنافس على القيادة .. وهذا ما يعكس طبيعة الأجواء التي مكنت المنسقة فاطمة الزهراء المنصوري من احتواء التناقضات وفرض صيغة القيادة الجماعية، وهو السلوك التقليدي المعمول به في مؤتمرات أحزابنا للحفاظ على ماء الوجه، واستمرار الهياكل الحزبية في ولائها للقيادة
لسنا مع هذه الصيغة الجديدة التي تتوافق مع اسم الحزب، الذي يراد منه الحفاظ على هويته كحزب للأصالة والمعاصرة، كما أننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نرى في هذه الصيغة الجديدة أي اجتهاد ملموس، سواء في تطوير العمل الحزبي والمؤسسات التي يجب أن تدير تنظيماته وتعبر عن قناعات التيارات المتصارعة داخله، كما ألفنا ذلك في كل الأحزاب التي تدعي تطورها الإيديولوجي والنضالي وأنظمتها الداخلية، سواء في عائلة اليسار أو اليمين أو الوسط
من المؤكد، أن التناقضات التي تمزق حزب الأصالة والمعاصرة ستظهر في المستقبل القريب، وستتضح معالم خطأ هذا الاختيار التنظيمي، الذي لن يتمكن الحزب من تجاوزه و وقف التناقضات التي ستبرز في هياكله، و في مواقف مناضليه، سواء في المؤسسات المنتخبة أو المجالس الوطنية التشريعية والدستورية .. ونظن أن عدم ترشح عبد اللطيف وهبي كان معبرا عن الوعي بما ينتظر الحزب من نتائج الأزمة الهيكلية، التي يعاني منها .. خصوصا، أن من يوجد في هذه القيادة الجماعية لا يمتلك المؤهلات التي تساعده على مهامه وحماية وحدة الحزب .. ناهيك عن ما ينتظره من تضحيات لترجمة اختياره في تكريس الديمقراطية الداخلية والقرب من هموم المواطنين
إن تخليق الحياة العامة ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي الذي أصبح عنوانا لسلوك المحسوبين على هذا الحزب، الذي لم يتمكن من تأطير المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم، التي ستظل مؤجلة إلى المؤتمرات المقبلة وإلى ما ستضعه الأجهزة المسيرة من برامج واختيارات تتجاوب مع تحديات المرحلة، وما ينتظره المواطنون من الحزب بصفة عامة