إعداد – إبراهيم بونعناع

يُجمِع الكتاب والمفكرون وعلماء الاجتماع والنفس على أهمية العلاقة التي تربط بين الأجداد والأحفاد والتي يطلق عليها اسم تواصل الأجيال .. مشيرين إلى أنها علاقة تعود بالنفع والفائدة على كلا الطرفين .. فالأجداد يرون في الأحفاد الامتداد الطبيعي لسلالتهم ومصدر السعادة والفخر في حياتهم، والأحفاد يرون في الأجداد الحضن الذي يعطيهم الإحساس بالأمان والانتماء

 فتعامل الأجداد مع الأحفاد له كثير من المميزات، إذ يمنح الأحفاد الأمان والاستقرار الأسري، ويمنحهم التواصل مع أصولهم ويهديهم النصيحة المغلفة بالحنان والعطف، والمدعمة بالخبرات السابقة .. فقد جمع المتخصصون على أن وجود الأجداد في حياة أحفادهم مهم جدا لبناء شخصياتهم وأفكارهم

وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأحفاد يحتلون مكانة مميزة لدى أجدادهم، نظراً لما لهؤلاء من قدرة على التحمل والصبر، نتيجة خبرتهم الحياتية، ما يجعلهم بالتالي يملكون القدرة على تمضية ساعات أكثر إلى جانب أحفادهم، مقارنة مع الصعوبات الحياتية التي يعاني منها العديد من الٱباء لا سيما وأن الوصف الوظيفي لمهمة الأجداد تختلف عن مهمتهم كوالدين، فلا يعود هدفهم الرئيسي رعاية الطفل، بل تقديم الحب والاستمتاع بمشاعر الأبوة والأمومة من دون عناء .. فعلى الرغم من اختلاف الأجيال قد يستطيع الجد أو الجدة توصيل المعلومة للطفل بطريقة سهلة، نظرًا لاستخدامه  كل سبل الحب والعطف التي تجعل الطفل على أتم استعداد لاستقبال النصيحة أو المعلومة الموجهة إليه

ففي تقرير نشرته مجلة “لامنتي إس مارافيوسا” (lamenteesmaravillosa) الإسبانية، قالت الكاتبة فاليريا ساباتر، إن الأجداد يضطلعون بدور مهم في تربية الأحفاد، ويكفي أن نعود بالذاكرة إلى الطفولة لإدراك ذلك، حيث تعلمنا أمورا تعدّ ولا تحصى بفضل الجد أو الجدة، فضلا عن إسهامهم في تشكيل شخصياتنا وتشير دراسة أجريت في جامعة “أدفنتوس” في رومانيا، إلى أن التعايش بين الأجداد والأحفاد مفيد في تنمية الذكاء العاطفي وملكة الإبداع لدى الطفل، وتسمح لهم هذه الكفاءة الاستثنائية بالحد من شعور الطفل بالإحباط مقابل تحفيزه، وتعزيز ثقته بنفسه، وزيادة إقباله على الابتكار والإبداع وخوض التجارب