رئيسة جماعة اليوسفية تخطب أمام رؤساء العالم في مؤتمر كوب 28 ..!
ذ. يوسف الإدريسي
فقط، أتصور مشهد رئيسة جماعة اليوسفية التي تتواجد هذه الأيام بدولة الإمارات، وهي تستعرض ضمن فعاليات مؤتمر كوب 28 المنظم في إمارة دبي، إنجازات ومشاريع مجلس اليوسفية في المجال البيئي والمناخي
أو بالأحرى، أحاول أن أتصور السيدة الرئيسة وهي تقدم مشروع السوق البيئي النموذجي، الذي أقيم باعتماد مالي قارب 400 مليون سنتيم، إضافة إلى شطر تمديده بمبلغ 200 مليون .. والآن، هو عبارة عن أكبر مرحاض مغطى في العالم، بعدما انتظر الباعة الجائلون افتتاحه لأكثر من خمس سنوات
أتصور كذلك، وهي تتحدث عن الاتفاقية الإطار في حفظ البيئة ومراقبة تغيرات المناخ، لتشرح بعد ذلك صفقة قطع الأشجار، الجارية هذه الأيام، ثم بيع خشبها في صفقة لازالت غامضة للخاص والعام
أتصور أيضا، وهي ترفع ملف أوراقٍ عاليا من أمام منصة المؤتمر، وتقول بصوت جهور؛ هذا الملف يتضمن، في إطار تجويد العرض البيئي والصحي، مشروع سوق سمك نموذجي بمدينة اليوسفية، والذي خصص له المجلس اعتماد 370 مليون سنتيم، إلا أن حالة العجز المالي التي شهدتها الميزانية، جعل الأغلبية تصرف النظر عن المشروع وتحدث بدله لائحة بوندكموندية، ستتحول أوراقها لاحقا إلى محكمة جرائم الأموال
أتصور في مشهد آخر؛ أن تكشف رئيسة جماعة اليوسفية عن القدرة الخارقة لمغاربة اليوسفية، أحفاد أقدم إنسان عاقل في العالم، على التحمل والتعايش السريع مع تغيرات الماء والهواء والمناخ، مستدلة على ذلك بالمياه المخصصة للشرب والتي بالرغم من طعمها الغريب، فقد تعايش معها اليوسفيون وألفوا طعمها ومذاقها، ما جعل المجلس نفسه لم يتورع في الاعتراف بحالة المياه السيئة ضمن برنامج العمل المخصص للمجلس .. ولازالت المياه قائمة إلى الآن
أتخيل أيضا، إشادة الرئيسة بساكنة اليوسفية وافتخارها أمام رؤساء مجالس جماعات العالم، كون اليوسفيين ولشدة تعلقهم بالبيئة والطبيعة، أصبحت نساؤهم تفضلن إنجاب مواليدهن في الهواء الطلق وفي ممرات الحدائق، بالضبط كما حدث السنة الماضية في المستشفى الإقليمي للاحسناء
هكذا، أتصور مشهد السيدة الرئيسة وهي تخطب أمام رؤساء العالم