أي غرب متحضر وراق أمام المذابح اليومية التي يتعرض لها الفلسطنيون ..؟!
من المفارقات التي يتميز بها الغرب الرأسمالي الراقي تعسفا، عدم قدرته على التمييز بين الجلاد والضحية، رغم استعراضه لعضلاته في الحضارة والصناعة والمعرفة والاقتصاد من خلال شهاداته الباطلة عن المقاومة الفلسطينية، التي يعتبرها مقاومة بربرية وإرهابية .. وذلك، ما نلاحظه في تبريره للعربدة والإبادة الجماعية، التي تنفذها عصابات آل صهيون في قطاع غزة والضفة الغربية من فلسطين .. وهذا، ما يؤكد قناعتنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بأن الغرب لا يستطيع تلميع وجهه وادعاء التفوق الحضاري على باقي الشعوب الأخرى
إن الأرقام المنشورة عن عدد القتلى والجرحى والمحتجزين بين الفلسطينيين وإسرائيل، توضح بالملموس، قوة الروح العنصرية والاستعمارية، التي لا يزال يحملها اليهود عن العرب والمسلمين منذ المحرقة التي تعرضوا لها في ألمانيا على يد هتلر، خلال الحرب العالمية الثانية التي يحاول الغرب استغلالها لتبرئة إسرائيل من الجرائم التي تقترفها في حق الأبرياء الفلسطينيين المدنيين، الذين لا يتحملون ما تعرض له اليهود على يد الألمان .. وإذ، نعبر اليوم عن استنكارنا لهذا التصرف من قبل الغرب اتجاه الفلسطينيين، نعتبر أن الغرب شريك فعلي في المجازر الوحشية التي يرتكبها ضد الفلسطينيين، الذين تعتبرهم إسرائيل الحاضنة لحركة حماس والجهاد الإسلامي المسؤولين عن طوفان الأقصى
في حديثنا عن التعامل بمكايلين من قبل إسرائيل وحلفائها، لا نرى أي التزام بالشرائع الدينية اليهودية والمسيحية والإسلامية، ولا اعتراف بالقوانين الدولية والإنسانية، ومنها الذي تم توقيعه في أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مما يؤكد على أن الغرب الذي صنع إسرائيل لا يريد أن يكذب نفسه أو ينصف الشعب الفلسطيني صاحب الأرض والحقوق التاريخية والحضارية، التي عاش عليها في أرض فلسطين
إن ما يثير إحساسنا الرافض للسياسة الغربية الاستعمارية، هو هذا الوقوف المنحاز للصهيونية أمام الملأ، والإعلان عن الدعم اللامشروط لهذه الدويلة المجرمة في الشرق العربي، التي لا تريد لا السلام ولا الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .. وبالتالي، استمرار توحشها ضد الأبرياء من هذا الشعب الفلسطيني، الذي يراد تصفية قضيته الوطنية التي يدافع عنها باستمرار