إسرائيل لم تقصف مستشفى المعمداني بغزة، بل نحن الذين اعتدينا عليه
وجدة/:محمد بنداحة
جريمة نكراء اهتز لها العالم بقصف مستشفى المعمداني بغزة، أخرجت الآلاف من الجماهير العربية إلى الاحتجاج في الشوارع، وأسالت الكثير من المداد، وحركت العديد من الحناجر والبلاغات تندد بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وسكان غزة على وجه الخصوص
إسرائيل لم تقم إلا بالتنفيذ، ونحن الذين خططنا له من حيث ندري أو لاندري:
-الضمير العالمي الذي يأتينا في كل مرة بمنطق وتمظهرات تختلط فيها المفاهيم التي لاتفرق بين الضحية والجلاد
-مجلس الأمن
-الجمعية العامة للأمم المتحدة
-الجمعيات الحقوقية في المعمور
-التكثلات الجهوية والقارية
-منظمة المؤتمر الإسلامي
-الجامعة العربية
-الاتحاد الافريقي
-الاتحاد المغاربي
-التطبيع اللامشروط
-الإنسان العربي المنشغل بنفاقه وأنانيته وصمته واختلافاته السياسية والعرقية والمذهبية مع بني جلدته
– …. (تركت لكم هذه النقط لتملأوها بما ترونه مناسبا)
لم تكن إسرائيل لتقدم على هذه الإبادة الجماعية لو لم تجد فينا ما يبيح لها اقتراف ساديتها. فمنذ 1948، و وعد بلفورد يفي بالتزاماته كما خطط لها، ونحن نتراجع عن الطريق التي أرادها اللـه لنا .. لاصف موحد، ولا التزام يُنَفَّد، ولاقوة تُطمئن، ولافكر يُوجِّه، ولاسلاح يستعمل، ولاعزيمة تحضر، ولاغيرة تؤلم، ولاضمير يستيقظ، ولا عدل يقام…
شجب وتنديد وبلاغات، وصلاة على الغائب، ودعوات لضبط النفس، ومؤتمرات، ونظرة فابتسامة ومصافحة وعناق، ثم نعود إلى نقطة الصفر، ونغضب ونندد ونخرج إلى الشوارع، ونلتقط الصور ونوزعها، ثم ننام حتى نستيقظ على جراح جديدة من نفس الجلاد على نفس الضحايا وبنفس السلاح ونفس المبررات، ثم نشكي ونقف على الحطام نبكي، ونتلقى التعازي والوعود بمعاقبة الجاني .. هم مخطئون لأننا نحن الجناة، الرماة، العصاة الذين يستحقون الجلد، والصلب، والرمي بالحجارة، والشنق، والمقصلة، لأننا نحن الذين وثق فيهم الأبرياء، وبخطاباتنا ناموا، وبأناشيدنا تعلقوا، وبصور استعراضاتنا العسكرية اطمأنوا عذرا أطفالنا، عذرا نساءنا، عذرا شيوخنا، وحتى شيخاتنا، أحرجناكم في الرقص والمجون، وأكثرنا عليكم في الحداد والجنائز، فلا الحياة عشناها أعزاء كرماء ولا الموت سيقت إليها نفسنا المطمئنة راضية مرضية، وياويلنا من نحن