نادية الصبار
أكد السيد عبد الواحد الدريوش: إننا بحاجة لبراديغمات أخرى من أجل تنزيل الخطب الملكية، التي لا يمكن التعامل معها كرسائل عابرة بل كاستراتيجية حقة
جاء ذلك خلال معرض كلمته، بندوة افتتاحية بمناسبة الجمع العام التأسيسي لمؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك في سلام، FOVEP، حول موضوع أي نموذج تنموي بجهة درعة- تافيلالت ..؟ وذلك يوم أمس الإثنين 14 غشت 2023، بقاعة الندوات بفندق بوغافر، بمدينة تنغير
افتتح الجمع العام التأسيسي لمؤسسة درعة – تافيلالت للعيش المشترك في سلام ، بٱيات من الذكر الحكيم، تلاها ترديد النشيد الوطني، وتحت شعار الله الوطن الملك، انطلقت أشغال الندوة الفكرية، أي نموذج تنموي بجهة درعة تافيلالت ..؟
أخذ الكلمة بداية؛ السيد عبد الواحد الدريوش ممثل اللجنة التحضيرية، الذي حاول في كلمته الافتتاحية التعريف بمؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك في سلام، مع تقديم برنامج الجمع التأسيسي
بالمناسبة أيضا، أكد الأستاذ عبد الواحد الدريوش على أن مؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك في سلام، هي مبادرة حرة لنساء ورجالات المنطقة من أبناء درعة تافيلالت، شبابها وشيوخها، أطر وكوادر، ساسة ومدنيين، والتي تعود فكرة إنشائها لسنتين من التباحث والتدارس، والمرتبط انبثاقها بتداعيات كورونا وتأثير الجائحة المباشر على النسيج الاقتصادي والاجتماعي، في علاقتها بأزمة التضخم، ندرة المياه والحرائق، مع ما رافقها من جملة من التحولات، خاصة الهجرة النظامية وغير النظامية، و ظهور تيارات متطرفة قد تهدد الأمن والسلم الاجتماعين للمنطقة، حسب الدريوش
كل هذه الأسباب، يقول الدريوش: خلقت لدينا كمؤسسين لهذه المبادرة، وكمهتمين من أبناء درعة تافيلالت، سواء المقيمين بالداخل أو المقيمين بالخارج من مغاربة العالم، وحتى الأجانب المقيمين بالمنطقة، التساؤل حول دورنا إلى جانب الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، وإلى جانب الفاعلين المدنيين كذلك ..؟!
جاء كذلك في كلمة السيد عبد الواحد الدريوش
إن مؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك في سلام هي مبادرة من الجميع وإلى الجميع، حيث قال: نحن بحاجة إلى مؤسسة من الجميع وإلى الجميع، وحين فكرنا في هذا الإطار الذي سيجمعنا، ثمة أمر مهم بالنسبة لنا، وحتى قبل القانون الأساسي، كان هذا اللقاء التشاوري، الذي هو بالنسبة لنا ملحمة تحضيرية، ضرورة وحاجة ملحة لتحديد مخطط عملي وقبله تشريح الوضعية الاقتصادية والاجتماعية من أجل الوصول إلى حلول عملية ..
وأضاف الدريوش: أنه يجب علينا بمؤسسة درعة تافيلالت، وقبل أي وقت مضى التركيز على الفعل، العمل “l’action “، ولا شئ آخر غير العمل .. علينا جميعا أن نعرف جيدا ما يجب أن نقوم به وأكثر منه، كيف نقوم به ..؟!
واسترسل الدريوش: نحن بحاجة إلى خبراء منا وإلينا، مؤمنون جدا بأن هناك طاقات وكفاءات ذات خبرات عالية .. مؤكدا على ضرورة عودة القيم المشتركة، حيث نوه الدريوش بما جاء في الخطاب الملكي السامي الأخير، حيث ركز جلالة الملك محمد السادس حفظه الله وأيده، على مفهوم الأسرة وهذه إحالة جلية لا مراء فيها وإيحاء واضح إلى دور الأسرة وقوة النواة في هذا الكل
كما أكد عبد الواحد الدريوش إننا محتاجون جدا للتعايش والتشارك والتعاون .. مستشهدا بالآية الكريمة: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” صدق الله مولانا العظيم.
كما شدد على أن التعاون والتعايش والتشارك الذي تصبو إليه مؤسسة درعة تافيلالت للعيش المشترك في سلام، هو التعايش والتشارك والتعاون وعلى جميع الأصعدة وعلى كل المستويات وبين جميع مكونات المجتمع، مثقفين، أكاديميبن وخبراء، أحزاب، نقابات، ومجتمع مدني كذلك
يقول الدريوش على أننا نعيش بمملكتنا المغربية؛ الإرهاصات الأولى لنهضة حقيقية، فالمغرب تحت الراية المغربية والعرش العلوي المجيد مقبل على نهضة حقيقية، وسيتلقى كل الدعم الدولي الذي من شأنه تزكية هذه النهضة الحقيقية التي يؤكدها الوضع الاستراتيجي الحالي والوزن والثقل الذي صارت تحظى به المملكة داخل المنتظم الدولي
ولذلك؛ حسب الدريوش دائما، لابد من الثقة في دولتنا، في ملكنا والثقة في الدستور، فهو المحدد لكل استراتيجية ممكنة .. أيضا؛ لا ننسى المواثيق الدولية، -وخص بالذكر- قرار الأمم المتحدة الذي خصص يوما من أجل الاحتفال بالعيش المشترك، والمغرب كان من الداعمين لهذا القرار الأممي
في الختام، قال السيد عبد الواحد الدريوش إن دورنا الحقيقي هو دعم المؤسسات وتقوية اللحمة بين كل مكونات المجتمع، والأهم من ذلك “الاستدامة”.. “لا ننكر وجود بعض الصراعات التي قد يكون دافعها ديني أو عرقي أو أساسها صراع اجتماعي لا غير، الأراضي السلالية نموذجا .. لذلك، لابد من إطلاق دينامية جديدة وبراديغمات أخرى تساهم في إغناء هذا الحس العيش المشترك ، من أجل تنزيل الخطب الملكية، التي لا يمكن البتة التعامل معها كرسائل عابرة، بل كاستراتيجية حقة