قليل من الكلام بمناسبة الذكرى الثالثة لوفاة سفيان زمران رحمه اللـه
مرت ثلاث سنوات على وفاتك المفاجئة وكأننا بالأمس فقدناك، ولازال ألم فراقك يعصر قلوبنا .. رحلت يا ولدي ولم تترك لنا سوى بقايا الماضي الجميل الذي لا ينسى .. برحيلك المفاجئ، أصبح مكان تواجدك المألوف في البيت .. أصبح خاليا إلا من ذكريات بقت محفورة في داخلنا .. نتذكر بها أجمل اللحظات التي قضيناها معا، وقد لا يستطيع الزمن أن يمحوها رغم أنها جد مؤلمة .. ولها أثر بالقلب والأعماق، ومازال عزاؤك قائم في ذاكرتنا رغم مرور الثلاث سنوات على رحيلك إلى حيث الحياة الأبدية
اليوم، 08 مارس 2023، أكملت السنة الثالثة من الغياب، مرت والجرح القاسي لا زال ينزف، والقلوب تذوب ألما على فراقك، وقد سكنها الحزن ولم يقرر الرحيل، لأن ندبات الحزن لا يزول أثرها رغم توالي الأزمنة، ولا شيء يطفئ لهيب القلب المشتعل رغم التظاهر بالنسيان واللامبالاة، و وجع الفراق لا ينتهي أبدا .. لكن، ما يجعلنا عليك أكثر اطمئنانا، هو أنك عشت حياتك محبوبا من لدن الجميع، بفضل حسن خلقك الذي رافقك طوال حياتك وجلب لك احترام ومحبة كل من تعامل معك، لأن الإنسان لا يمكنه أن يدخل قلوب الناس المحيطين به إلا بسلوكه وبالصفات الكريمة والأخلاق الحميدة، التي قال عنها الحسن بن علي بن أبي طالب: مكارم الأخلاق عشر: صدق اللسان، وصدق البأس، وإعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والترحم على الجار، ومعرفة الحق للصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء .. وفعلا قد كانت هذه المكارم فيك مجتمعة .. فهنيئا لك يا ولدي .. يا سفيان
و ما يزيدنا اطمئنانا على مصيرك في الحياة الأخرى .. جواب رسول اللـه، الذي لا ينطق على الهوى صلى اللـه عليه وسلم، حين سئل عن أكثر ما يُدخل الجنة ..؟ فقال تقوى اللـه وحسن الخلق .. بشراك يا عزيزي
أجل ياولدي، بما أن الحزن على الراحلين لا يموت، فلازالت وفاتك تخيل لنا وكأنها مجرد حلم، وكأنك لا زلت على قيد الحياة .. لازلنا نتذكر كلماتك و”قفشاتك” المضحكة، فنبتسم مرة ونبكي ألف .. رحلت جسدًا وتركت في قلوبنا لوعة، وفي العين دموعا مستمرة لا تجف مع مرور الأيام .. ستبقى روحك الطاهرة مرافقة لنا على مر الدهر .. ستبقى دائما في دعائنا وحديثنا ..
أنت الذكريات التي لا تأبى أن تفارق مخيلتنا ..
أنت الابن الذي لا يكرر في الحياة أبدا،
لهذا فإننا نتقطع شوقا لكلمة أو ابتسامة منك .. فنم مرتاح البال .. نسأل اللـه جلت قدرته أن يجعل جنة الفردوس دارا تجمعنا بك في الحياة الأخرى، كما نسأل لك الرحمة من اللـه بقدر وجع فراقك وألم غيابك، ورحمك اللـه وغفر لك .. نسأل الباري جلت قدرته التي لا تقهر، أن ينزلك منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .. ونرجوه سبحانه وتعالى ربنا العظيم، أن يجعل بيت الغربة وبيت الوحدة روضة من رياض الجنة
خير ما نختم به، إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا على فراقك لمحزونون، لاحول ولاقوة الا باللـه العظيم، و إنا للـه و إنا اليه راجعون