كتب ذ. يوسف الإدريسي
قد أتفهم اضطرارا موقف عدد من الجمعيات بإقليم اليوسفية، في أن يغرس أولئك الذين يُنعتون في مكاتبها بصفة فاعلين جمعويين، رؤوسهم في الرمال، ويتمادى عدد منهم بإصرار جامح في اقتناص أموال الدعم العمومي في لاشيء .. قد (أتفهم ذلك) بالنظر إلى الواقع الجمعوي الراهن .. لكن، الذي يستعصي على الفهم، هو إصدار عدد من ذات الجمعيات بيانا يشيد بالقطاع الصحي والمشاريع المنجزة بشأنه، في ضوء موجة من الاحتقان العارم في أوساط ساكنة الإقليم، بسبب رداءة جودة الخدمات الصحية وغيابها في العديد من الحالات .. وذلك، بشهادة مواطنين وأطر صحية ونقابات ومنتخبين جماعيين
إذن، من هؤلاء الموقعون .؟!! وهل حقا من وقّع هذا البيان (العار) يعيش بيننا ..!! أم يعيش في كوكب آخر ..؟ صدقوني ابتدأت أشك في الأمر ..!!
صحيح، أن الموقعين على البيان (المهزلة) لا يعرفهم أحد من المواطنين، كونهم حصلوا على الصفة الجمعوية في الزمن الخطإ، غير أن قرارهم في توقيع ورقة البيان، ربما سيكون خطوة للتأكيد مرة أخرى على هشاشة المجتمع المدني بالإقليم وافتضاح ماتبقى له من عذرية جمعوية
هذا، لأنني أعتقد بأن الجمعيات المدنية هي كيانات مجتمعية يتمثل دورها في التعبير عن اهتمامات ورهانات المواطنين، إلا أنه في إقليم اليوسفية يغيب للأسف هذا المنطق وتتغير معه تلك القوانين، لتصبح الجمعيات مجرد مكاتب صورية تنفذ توصيات صادرة عن كائنات قادمة لتوها من الفضاء
لكل ذلك، بات على مؤسسات الدولة، خاصة تلك التي لها صلاحية الرقابة المالية والإدارية، أن تتحرك بشكل عاجل صوب إقليم اليوسفية، على الأقل لتصحيح المسار التنظيمي والمالي داخل الجمعيات والمنظمات، لأنني أعتقد جازما بأن إقليم اليوسفية الرائد تاريخيا على المستوى الفكري والحزبي والجمعوي، حقا لايستحق هذا الواقع الرديء