كتب ذ. يوسف الإدريسي
إذا كنت أعتقد جازما بأن اليوسفية تضم متضررين كثيرين من السياسات التدبيرية المتعاقبة على المدينة منذ عقود من الزمن، فحتما لن يصل هؤلاء المتضررون إلى درجة الضرر الذي لحق بغابة (العروك)، إذ أضحت منذ أكثر من عشرين سنة تئن تحت وطأة التهميش واللامبالاة، إلى الحد الذي جعلها تعيش طيلة السنوات الماضية دون حارس غابوي، بعدما أحيل حارسها الوحيد على المعاش
أقول بهذا الكلام بالرغم من حقيقة يتذكرها اليوسفيون بكثير من الحسرة والألم، بالضبط حين يشاهدون آثار مشروع قيل عنه أنه يروم تهيئة الغابة بمعايير جد متقدمة .. والواقع بعد ذلك كان حقا بمرارة العلقم
فقط، يجب أن يعلم المسؤولون المحليون ومعهم بعض الفاعلين الجمعويين، أن غابة (العروك) هي أيضا جزء من الذاكرة الثقافية لساكنة المدينة والإقليم .. وأي إهمال أو نسيان لهذا التراث البيئي والثقافي فهو يضرب بعرض الحائط تلك الشعارات التي طالما دعت إلى ضرورة حفظ الذاكرة الحمرية، ورد الاعتبار لتراثها المادي واللامادي
اليوم، مسألة الاهتمام بغابة (العروك) أضحت ذات أولوية، فلم يعد مقبولا أن نرتكب مزيدا من الأخطاء في حق فضاء بيئي احتضن طفولة العديد من اليوسفيين، من ضمنهم من يتواجدون الآن في مركز القرار .. فإذا لم يكن ذلك انطلاقا من روح المسؤولية التدبيرية، فعلى الأقل ينبغي أن يكون من باب رد الجميل