رسالة إلى السيد أحمد أويحمان
ليتك زلت قدمك وانكسرت بدلا من زلة لسانك ..!
مراسلة – عبد الحفيظ بوبكري
تناولت بعض وسائل الاتصال جزءا من تصريح السيد أحمد أويحمان “رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، وما أثارني في الخطاب إلى درجة عدم التمالك و الخروج عن الطور، و ربما عن حدود اللياقة الأدبية، أنه في سياق حديثه عن مخاطر التطبيع، من إشعال الحرب بين المغرب و الجزائر، قفز السيد أويحمان في غير مقتضى سياق الكلام، إلى الحديث عن منطقة فجيج، ليتنازل عن سيادة المغرب على أراضيه المغتصبة هناك، ويمنحها مجانا على طبق من ذهب للجزائر
ومن صياغة ألفاظه عن معضلة الحدود والمكان المتنازع عليه، يؤخذ عليه بأنه الجاهل الصادق حول المُستَشكَل في منطقة العرجة .. فضلا عن باقي الأطراف المغتصبة، إن على مستوى فجيج أو شماله إلى مدينة وجدة، سواء من فرنسا أو من الجزائر .. وذلك، أخطر أنواع الجهل، وأسوأ من ذلك جهله بأنه يجهل مساطر ترسيم الحدود
“أخي في مناهضة التطبيع وخصمي في قضيتي”، ليتك لم تتجرأ على فجيج وأهلها .. و ليتك صُمتَ عن الكلام مثلما التزمنا الصمت عند انتزاع “زلمو” منك بمنطقتك، ليس خيانة منا لكم أو للوطن، وإنما لجهلنا بحقائق ودقائق الأمور .. أمَّا وأنت لم تستشعر خطورة زلة لسانك، فذاك عيب الارتجال في الكلام، و قد وقعت في المحظور وخَلَقتَ قصة خاصة بك، فكان عليك ألا تحرك لسانك فيما ليس لك به علم .. فقد أصبتني وآخرين من الغيورين على سيادة الوطن .. كان أمامك الكثير، مما قد تجرؤ على الارتجال فيه حول التطبيع، وتُطلِق لجام اللسان بخصوص القضية الفلسطينية، ولن يخونك التعبير، فحيثما وجهت السهام هناك هدف .. إنما الأكيد لن يحالفك التوفيق في ميدان ترسيم الحدود الدولية، والأكثر منه تعقيدا، عمليات تنزيل الاتفاقيات الحدودية على أرض الواقع .. فذاك، من اختصاص اللجن العسكرية المتخصصة في مادتي الإستراتيجيا والهندسة الطبوغرافية، و هو ما لم يتم إنجازه بين الدولتين الجارتين بعد
أما التصرف الجزائري الأحادي الجانب في غياب الطرف المغربي و الأممي، فسيظل و سيبقى مجرد اعتداء إلى حين استعادة قوتنا .. فسكوتنا عن حقنا مكرهين، جعلك وأهل الباطل تظنون أنكم على حق، ومهما يكن من أمرك و آخرين قبلك، ممن لم يجرؤا على الحضور، في ذلك الخميس 18 مارس المشؤوم، إلى عين المكان والوقوف بالنِّد في وجه الآلة العسكرية الجزائرية، فلن تكونوا أبدا مدافعين ولا أدرى من أهل مكة بجغرافيتها
وترتيبا على ذلك، قديما قيل “إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب” .. والمؤسف من هذه الحكمة، أنها أصبحت لازمة للكثيرين ممن كان لهم الحظ في الظهور على الساحة، فَنِّيةً كانت أو ثقافية أو سياسية .. فطوطو مثلا لما أُعطي فرصة الكلام، فقد أتى بالعجائب .. وكذلك، شأن الوزير، لما أعطي أكثر من حجمه فقد أتى بالعجائب والمصائب معا .. وفيكم جميعا يقول الإمام بن حزم رحمه اللـه: “لا آفة على العلوم وأهلها، أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون“
“
أخي في مناهضة التطبيع وخصمي في قضيتي”، الموضوع عندي وأهلي ذو شجون، لا قلمي ولا القرطاس ولا الانترنت ولا اليوتوب ولا اعتذارك، يعالج غدر الشريك في الوطن .. أما جرح اللسان، فليتك تعلم عدد قتلى اللسان في المقابر
أخيرا أزيدك من الشعر بيتا، وأدعوك إلى البحث عن قصته بين ضبة بن أدّ والحارث بن كعب، و لك أن تَخِلنِي ضبة بن أدّ بن ضابخة بن إلياس بن مُضَرٍ، الفجيجي :
فَجُنَّ اشتِياقا و الجنون فنون
تَذَكَّر نَجْداً و الحديث شُجون
2023\01\21
أعتقد أن العالم أصبح قرية صغيرة، فأتمنى أن تصلك رسالتي.
ذ.بوحسون بلقاسم