باريس مراسلة – عبد الرحيم مالكي

استيقظت فرنسا يومه الخميس 19 يناير 2023 على إضرابات وتظاهرات، شملت عدة قطاعات، في مقدمتها النقل .. التعليم .. الطاقة  .. الصحة وجزء من مؤسسة الشرطة الفرنسية، -حسب ما جاء به مسؤولي النقابات التابعة للاتحاد المشترك للشرطة- احتجاجا على مشروع قانون التقاعد الجديد، بعدما دعت النقابات العمالية وجمعيات المجتمع المدني إلى المشاركة بكثافة والنزول إلى الشارع  في جميع المدن الفرنسية، حيث انطلقت المظاهرة الكبرى في الساعة الثانية  بعد الظهر من ساحة  ” لاغيبوبليك ” في اتجاه ساحة ” لاناسيون “، التي ستكون وحدة لقاء النقابات للمرة الأولى منذ 12 عاما

بالمناسبة، فقد عمدت الحكومة الفرنسية إلى تعبئة على ما يقارب عشرة آلاف شرطي، منهم ثلاث آلاف في العاصمة باريس وحدها، حيث تم وضع نقاط مراقبة  لتجنب وصول الأشخاص المتطرفين من المجموعات اليسارية واليمينية،  والتي أبرزها مجموعة ” بلاك بلوك ” اليسارية الفوضوية، وسميت بهذا الاسم لارتدائها القمصان السوداء، وبالرغم من ذلك، إلا أنه كانت هناك بعض الاشتباكات، حيت تم اعتقال عما لا يقل عن 38 شخصا في الموكب

كما ظهرت بوادر الاضطرابات منذ الصباح الباكر، وخاصة في قطاع النقل، حيث ألغيت العشرات من الرحلات بالقطارات السريعة والعادية من داخل فرنسا وخارجها ..  أبرز المدن المتضررة من هذا الاضطراب، العاصمة باريس، حيث تعطلت حركة مترو الأنفاق، وكذلك قطارات النواحي التي تنقل مئات المسافرين يوميا

أما قطاع التعليم فقد عرف إغلاق 70 ٪ من المؤسسات التعليمية، بما فيها المدارس الابتدائية والحضانات، وبالأخص الثانويات للمشاركة في التظاهرات

في مايخص قطاع الصحة، فالمستشفيات والعيادات لم تغلق أبوابها لاستقبال المرضى .. لكن، هناك نقص كبير في عدد الموظفين، الذين خرجوا بدورهم للتنديد بتدهور ظروفهم المهنية وتدني أجورهم, وفرصة للذين أبعدوا من مناصبهم بسبب عدم تلقي لقاح ضد وباء كورونا للمطالبة بالعودة إلى مناصبهم

مساء اليوم، سوف تجتمع النقابات الرئيسية الثمانية لتقويم ما حصل طيلة النهار، وللاتفاق على مواعيد جديدة للمظاهرات إن لم تتراجع الحكومة عن مشروع قانون التقاعد