كتب ذ. يوسف الإدريسي
ليس من عادتي أن أعلق على اختيارات الناس وانتماءاتهم وقناعاتهم في شتى المجالات وليس المجال الرياضي تحديدا، غير أن صورة الكوميدي جمال الدبوز التي تؤكد وقوفه بين المنزلتين؛ المغربية والفرنسية في محاولة ذكية منه للاستمرار في العزف على وترين، حتى لا تصبح نغمته نشازا بعدما تنتهي المقابلة وينتهي معها كأس العالم
شخصيا، لا أعاتب الدبوز على موقفه، لأن أمثال هذا الشخص، الوطنية عندهم ليست إلا طريقا لتكديس الأموال عبر استقبال وتوزيع صكوك الوطنية الزائفة .. بقدر ما أعاتب كل واحد منا ساهم بشكل أو بآخر في تمكين هذا الشخص وأمثاله من مقدرات الوطن على شاكلة ريع المهرجانات وإكراميات المواقع، إلى غير ذلك من الأشياء التي نسمع بها وقد لانراها
صحيح، أن المبادئ لا تتجزأ والانتماء الوطني هو الآخر لا يقبل القسمة على اثنين .. لكن، فلنكن صرحاء مع أنفسنا هذه المرة؛ أليس فينا نحن أيضا دبوز صغير في دواخلنا، يرى الأشياء بمنطق الربح والخسارة في منظورها الضيق
ما يعني أنه حان الوقت لإعادة النظر في مسألة الوطنية والانتماء للوطن .. وربما الذين نتهمهم ظلما بأعداء الوطن هم تحديدا من سيجدهم هذا الوطن في أوقات الشدة والبأس .. بالمقابل، الوطنيون المزيفون والمستفيدون من مقدرات الوطن سيقفزون من سفينته حالما توشك هذه الأخيرة على الغرق
هكذا، هي سنة الحياة تحتاج دوما لعامل الزمن حتى تكشف عما وراء ستار البشر
