كتب ذ. يوسف الإدريسي

بعد أن صوّت لها بنشوة عارمة أعضاء من الأغلبية ورفضها أعضاء من المعارضة، في وقت فضّل آخرون الانسحاب وعدم المشاركة في ما وصفوها بالمهزلة، هناك احتمال كبير في رفض ميزانية جماعة اليوسفية التي تمت المصادقة عليها أمس الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 في جو طبعه نوع من الاحتكاكات اللفظية والجسدية، سواء بين مستشارين جماعيين وبين موظفين بسبب ممارسات بيروقراطية، كما وصفها أحدهم، وأيضا بسبب تأخر رئيس لجنة المالية والبرمجة عن اللقاء لتتأخر معه نسخة التقرير المالي التي كان الجميع ينتظر تلاوتها على الحاضرين …

قلت، بأن هناك احتمالا كبيرا في رفض الميزانية من طرف سلطة الوصاية، كون حصة منتوج الضريبة على القيمة المضافة، التي تم احتسابها على أساس السنة الماضية، لم يتم الإفراج عنها، أو عن قيمتها إلى حدود الساعة، وفق مصادر جماعتية داخل الإقليم وخارجه، وإن كانت رئيسة المجلس أكدت أثناء الدورة أنها على علم بالقيمة، وهذا ما استغرب له العديد من المستشارين

لكن، حتى وإن كانت وزارة الداخلية ستخصص نفس قيمة TVA كما كانت في السنة الماضية، فإنها لن تمنح القيمة بالتدقيق اللازم في أجزاء العشرات وأجزاء المئات، ما يعني أن إضافة درهم واحد أو نقصانه، سيكون من باب الضرورة القانونية إدراجه في باب من أبواب الميزانية أو برمجته في الفائض التقديري، مايقتضي معه إعادة الميزانية من جديد إلى طاولة المناقشة والتصويت .. وقتها بالضبط، سيعود مستشارون جماعيون كعادتهم رافعين أيديهم من عتبات منازلهم صوب دورة المجلس

غير أن السؤال سيبقى محيرا ومفتوحا؛ إلى متى سيظل هؤلاء رافعين أيديهم للتصويت، وكأنهم خُلقوا فقط للتصويت ..؟!