حتى لا نشرب غير الماء .. !
كتب ذ. يوسف الإدريسي
تذكرون جيدا أن رئيسة جماعة اليوسفية كانت قد صرحت قبل سنة من الآن، بأن هناك تجارب علمية يقوم بها مختصون بشأن مشكل الماء الشروب بالمدينة .. مؤكدة، أنه في حالة استمرار المشكل القائم، سيتم العمل على تركيب أجهزة معالجة ومرشحات مائية متطورة، ومن ثمة إنهاء الحديث عن أزمة المياه الجوفية والمياه السطحية
هذا الكلام كان قبل أيام قليلة من جلوس المتحدثة على كرسي الرئاسة، غير أن المثير في الكلام نفسه هو أن سكان اليوسفية لازالوا، إلى حد الساعة، يحملون البراميل والقارورات وينتظرون أدوارهم أمام سقايات أحياء المدينة .. ومع ذلك، لم نسمع عن قدوم مختصين أو أساتذة جامعيين .. ولم نرَ مشاريع معالجة أو مرشحات مائية، إلى غير ذلك من الوعود التي قدمتها السيدة الرئيسة، قبل أن تجلس على كرسي الرئاسة
منتهى البؤس السياسي حين نشتغل على منع الماء على الأحياء المهمشة، ومنع الهواء على الصحفيين والنشطاء الإعلاميين، وبيع الوهم للمواطنين .. بالمقابل، نجد نساءً عجائز وشيوخا مسنين وشبابا يافعين، بمختلف أحياء اليوسفية يتجمهرون حول صنابير ماء عمومية، من أجل الفوز بمياه جوفية صادرة عن بحيرة الخوالقة، في الوقت الذي ابتدأ موظفون ومتقاعدون وتجار يرحلون نهائيا عن المدينة صوب مراكش أو الجديدة، خوفا من مشاكل صحية قد تلاحقهم وتلاحق أبناءهم ما بقي من العمر
حقيقة، لا أريد أن أثخن جراح اليوسفيين بسبب ما يعيشونه من تردي الخدمات الصحية والبنيوية وغياب رؤية إصلاحية واضحة، غير أنه من غير المقبول أن يستمر اليوسفيون في تحمّل مياه فُرضت عليهم وعلى أبنائهم بصيغة باتت معها الأمعاء بمختلف أحجامها تئن من سوء جودة المياه ذاتها .. بينما، المسؤولون المحليون يجتهدون فقط في تحصيل مصالحهم الشخصية وأشياء أخرى