ذ. عبد اللـه عزوزي
اليوم تحل الذكرى السادسة ألف لفصل الصيف (و هي الحقبة المؤرخة من تاريخ الإنسان فوق كوكبنا الأرضي، منها ألفي سنة بعد الميلاد، و 22 سنة من الألفية الثالثة)
طيلة هذه المدة، كان هناك فصل الصيف يحل و يرحل .. رحلت الأجيال و تبدلت الأمم و القبائل و الشعوب، و بقي اللـه عز و جل ينعم علينا بنفس النعم – بل و أكثر – التي أنعم بها على من سبقونا .. نعمة الوقت و الفرص و حرية الاختيار..
لذلك، علينا أن لا نستثني أنفسنا من القوانين التي سرت على الذين سكنوا الأرض و عمروها قبلنا .. و عليه، فلا داعي للدسائس و الغدر و السفك و الجشع و مراكمة المال الحرام .. فلو كانت هذه الإستراتيجية تنفع لعاش بين ظهرانينا، إلى يومنا هذا، قارون و فرعون و قادة جيوش أعتى الأمبراطوريات التي جمعت بين حكم الغرب والشرق .. و لكُنا من بين السباقين إلى طلب صداقتهم و من المتسابقين إلى متابعتهم على صفحاتهم على إنستغرام و فايسبوك، و من المجمجمين الآوائل لليفاتهم (live) و سلفياتهم…
فإن لم يحقق أحدنا شيء في الصيف الممتد على ما يقارب ثلاثة شهور (أي ربع سنة)، فلن يحقق ذلك في غيره من الفصول .. فغالب الظن، أننا من الناس الذين يلقون بعثراتهم على الظروف، في الوقت الذي يرفع عنا هذا الفصل حرج الظروف .. اللهم من حرارة تحن بنفوسنا إلى ظل الشجر و زرقة الشواطئ و عذوبة المياه، و هو حنين كاف لكي يردنا إلى فطرتنا السليمة، و من تم توثيق أو تجديد ارتباطنا بالخالق عز و جل
لكن، لنحذر من أن نجعل الموج أهم همومنا و الأعراس و السهرات مبلغ علمنا و شاشات الهواتف منتهى انشغالاتنا..فحتما سيرحل الصيف كما رحل الربيع .. و لن يبق إلا ما أبدعته عقولنا و شيدته سواعدنا