أشغال اللقاء الترابي بخنيفرة حول المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية
مراسلة – إبراهيم بونعناع
في إطار تنفيذ خارطة الطريق التي رسمتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الهادفة لجعل المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة العمومية أسلوبا شفافا وفعالا في العمل الجماعي، وفي البناء المشترك والمتواصل للإصلاح
في هذا السياق، عرف فضاء قاعة الاجتماعات الكبرى لعمالة إقليم خنيفرة، صباح اليوم الجمعة 27 يونيو 2022، انعقاد المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية – اللقاء الترابي خنيفرة، الذي ترأسه عامل إقليم خنيفرة السيد محمد فطاح، والسادة رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة، ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة بني ملال-خنيفرة، ورئيس المجلس العلمي المحلي، بالإضافة إلى برلمانيين، ومنتخبين، ورؤساء المصالح الخارجية، وجمعيات المجتمع المدني وممثلات وممثلي وسائل الإعلام
تميز اللقاء بالكلمة التوجيهية الافتتاحية المؤطرة للسيد مـحمد فطاح، عامل إقليم خنيفرة، أشار فيها إلى أن هذا اللقاء، يفتح، لكل المكونات الترابية، فضـاءً واسعا للنقاش محلياً، حول موضوع هام واستراتيجي بالنسبة لبلادنا وذي راهنية كذلك؛ ويتعلق الأمر بسبل تجويد المدرسة المغربية في ظل انتظارات قوية لمواطنينا، وتحولات متسارعة وإكراهات عديدة، كتلك التي رافقت الأزمة الصحية كوفيد-19 .. وأضاف، في هذا الصدد، أن الإستراتيجية الإقليمية للتربية والتكوين تنبني على سبعة محاور أساسية، تعتبر بمثابة خلاصات لمشاورات محلية سابقة، اعتمدت في صياغتها على منهجية واضحة، وأخذت بعين الاعتبار آراء وانتظارات، وكذا مقترحات كل الفاعلين المحليين في إطار ما يسمى ب “التأهيل الاجتماعي” لإقليم خنيفرة.
وأوصى بخلق لجنة من مهامها الإشراف على التنسيق ما بين منظومة التربية والتكوين والجماعات الترابية، وتحديد انتظارات المنتخبين والمجتمع المدني من جهة، وأشكال دعم “مدرسة الجودة” في إطار منظم و معقلن، من جهة أخرى
وتولي الإستراتيجية الإقليمية أهمية قصوى لمنظومة التربية والتكوين على مستوى برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة في مجالات النقل المدرسي والتعليم الأولي بالعالم القروي، ودعم تجربة وحدات متنقلة في أفق تعميمها إقليميا و وطنيا .. وتجعل كذلك من مبدأ «العقل السليم في الجسم السليم” أساساً لتشجيع التميز المدرسي بالموازاة مع التفوق في المجالات الرياضية والثقافية والإبداعية .. كما تؤكد على ضرورة إيجاد قنوات رسمية، قانونية وإدارية ما بين مؤسسات التربية، ومعاهد التكوين لتسهيل وتيسير التنسيق وسبل الانتقال بالنسبة للتلاميذ، مع خلق فضاء إقليمي للنقاش الجاد، وتبادل الآراء، والتفكير في ملاءمة حاجيات الاقتصاد الوطني والمحلي مع برامج التربية والتكوين، بإشراك كل مكونات المجتمع المحلي لبلوغ هدف تعميم تجربة المدارس الجماعاتية، على مستوى كل الجماعات الترابية بالإقليم، وبلوغ هدف 30 مدرسة جماعاتية سنة 2027، مع إبلاء الاهتمام بأسرة التربية والتكوين
وأعقبت ذلك، كلمة السيد مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، الذي ثمن من خلالها مجهودات السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة والشركاء بإقليم خنيفرة في دعم قطاع التربية والتكوين .. مبرزا مواصلة الوزارة الوصية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة التفاعل الإيجابي والانخراط التام في جميع المبادرات المبتكرة للرقي بمنظومة التربية والتكوين بالإقليم، أخذا بعين الاعتبار الخصوصيات المحلية، وقدم مشروع خارطة الطريق الرامية إِلَى تنزيل الأوراش ذات الأولوية خلال الفترة الممتدة ما بين 2022-2026، من خلال ثلاث مرتكزات .. تحقيق التعليم الإلزامي، وضمان التعلمات الأساس، وتعزيز التفتح والمهارات الحياتية، كما أكد على أن هذه المرتكزات يتم بناؤها من خلال الاشتغال على ثلاث محاور .. محور التلميذ(ة) من خلال تمكينه من تعليم أولي ذي جودة وضمان تمكنه من التعلمات الأساس بالسلك الابتدائي، وخلق مسارات متنوعة بالسلك الثانوي ودعم اجتماعي معزز، ومحور الأستاذ(ة) من خلال تكوين أساس ومستمر ذي جودة، ومحور المؤسسة باعتبارها فضاء منفتحا على المحيط ومتفتحا على المستوى الداخلي، واعتبر أن المشاورات الوَطَنِية الموسعة لتجويد المدرسة العمومية، ترتكز عَلَى مشاركة موسعة تبتغي مساهمة الشركاء الأساسيين للوزارة والسلطات، والمجالس المنتخبة، ومكونات المجتمع المدني والخبراء المهتمين بالشأن التربوي
وتروم هَذِهِ المشاورات رصد الممارسات الفضلى، والتجارب المبتكرة والأفكار المبدعة ذات الصلة بالشأن التربوي، من أجل إدماجها في خارطة الطريق قصد إغنائها وإثرائها
وفي نفس السياق، تطرق السيد المدير إلى الأهداف المنشودة التي حددتها الوزارة على مدى السنوات الخمس المقبلة، فيما يخص تخفيض نسبة الهدر المدرسي بالثلث، والرفع من نسبة التمكن من التعلمات الأساس بالثلث أيضا، وكذلك ضمان استفادة 50 % على الأقل من التلاميذ من أنشطة الحياة المدرسية في نهاية هذا اللقاء، تم تكوين ثلاث ورشات، بمشاركة مختلف المتدخلين والشركاء والمهتمين، خصصت لتحفيز الذكاء الجماعي من أجل بلورة مجموعة من المقترحات التطويرية، الرامية إلى إغناء خارطة الطريق 2022-2026، والرقي بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي وطنيا، وجهويا، وإقليميا ومحليا