مسلسل “لمكتوب” وشروط الرؤيا الإسلاموية في نقد مضمونه ..!
لا شيء يمكن استخلاصه من الخرجة التربوية التي حاول الداعية ياسين العمري تمريرها في نقده لمسلسل “لمكتوب”، من دون أن يمهد لها بما يمتلكه من ثقافة عامة وحداثية، كما يروج لذلك في تدخلاته المقلقة والعلنية، حيث كان انفعاله الديني المخدوم كاشفا لحقيقة استخفافه بالشيخة ولعملة التسويق المفضوح والحاقد على الفـن وعلى الثقافة الحداثية التنويرية عموما
إن رؤيا الداعية الماضوية التي تنهل من فقه النوازل، الذي لا يزال يضغط على مجتمعاتنا العربية والإسلامية توضح بالملموس عمق التعاطي المحافظ لما تبقى من فلول التيار المحافظ الذي اختلطت عليه الأوراق، وأصبح يضرب في كل الاتجاهات بهذا النموذج المتخلف، الذي لم يعد يقوى على محاربة نفوذه على العقل الجمعي، الذي أصبح يتلمس طريقه إلى التحرر من هؤلاء، ومن إيديولوجيتهم التي هزمتها الحداثة والانفتاح الليبرالي الذي اتسعت مساحته اليوم
إذن، عوض أن تكون وجهة خرجته إلى المسؤولين حول رداءة المنتوج المقدم في شهر رمضان، لم يجد داعيتنا إلا الشيخة المقهورة أصلا، التي يتجاهل وضعها الطبقي القهري لتوفر أجواء الفرح والسعادة في السهرات التي تشتغل فيها، وهذا موقف لم ينتبه إليه الشيخ
أن يبرز الداعية ياسين العمري رفضه الحقيقي للتوجه الإعلامي والثقافي من جهة أخرى، فضل الركوب والخوض في الموروث الفني الشعبي لإبراز قناعته الدينية المتهافتة والمتهالكة، التي لا تصلح للوعظ والإرشاد، الذي يمارسه ويتباهى به اليوم عبر الاشتغال على فقه النوازل، الذي يبحث أتباعه إلى الدعاية له بأي وسيلة، بدل الاشتغال على فقه المقاصد الذي توجهه الرؤيا النقدية المنفتحة والمجددة
على عكس ما ذهب إليه الشيخ ياسين العمري، الذي أخطأ في نقده وألبسه ما لا يتحمله من انتقادات فارغة .. نرى في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن مسلسل “لمكتوب” يستهدف هذه الشريحة المقهورة في المجتمع، التي تصارع لأن تكون بكرامتها في واقعنا الاجتماعي الطبقي، الذي لا يزال يحتاج إلى التحرر في علاقاته الاجتماعية، وإلى التغيير في الوعي الاجتماعي السائد في هذه الفئات المحسوبة عن فقراء الوطـن، والتي تستغل في نشاطها الفني من قبل الجميع، والذي اعتبره الداعية رجس من عمل الشيطان الذي يبعد الإنسان عن الدين والأخلاق والقيم الحضارية، بينما كشف بالمقابل ضراوة المعيش الطبقي الظالم الذي يجب أن لا يكون فساد المنظور الديني المطبع مع ما ينتجه الواقع الاجتماعي من ظواهر واضحة في القهر الطبقي السائد
إن خرجتك يا داعيتنا المحترم، قد انحرفت عن أبسط قواعد النقد الفنـي والسياسي والإيديولوجي، الذي تفتقر إليه، فبالأحرى التربية الدينية التي تسوق لها بأي ثمن، وفي أي موضوع .. لذلك، لا نلومك في جريدة المستقلة بريس، التي ظلت دائما مؤمنة بالاختلاف والرأي الآخر، الذي تعتقد أنه مطلوب من قبل الأطراف والأفراد الذين يحاولون المغامرة بمواقفهم وقناعاتهم الخاصة، وإن كنت تبحث كغيرك عن “البـــوز” الذي يبحث عنه جميع نشطاء التواصل الاجتماعي وليبقى الموقف من الفـن ضمن التفاهة السائدة مرتبط بوعيك الطبقي الذي لم يتحرر من توجهات الوعـي المجتمعي السائد