لا نعرف لماذا يعتبر بعض نشطاء التواصل الاجتماعي أنفسهم مجسدين للرأي العام الوطني في متابعاتهم التي تفتقر إلى أبسط الشروط المهنية والقانونية .. خصوصا، الذين يدعون أنهم يملكون مواصفات الفاعلين الإعلاميين والصحافيين في خرجاتهم المستفزة، التي لا تخرج عن ردود فعل المواطن العادي التي يعبر عنها بالتلقائية والمجانية التي تتجاوب مع مستوى وعيه وفهمه، كما نلاحظ ذلك في هذا التعاطي مع ملف “حمزة مون بيبي” إلى الدرجة التي وصلت ببعضهم إلى انتحال الصفات المهنية خارج قطاع الصحافة والإعلام، التي تحتاج منهم إلى التأهيل و التكوين الذي لا يتوفر عليه معظمهم
ليس هناك من يشكك في وزن الإعلام التقليدي الكبير المهيمن على المشهد الصحفي الإعلامي الوطني حتى وإن كان أغلبه قد أصبح عاجزا على استمرار حضوره الورقي والإذاعي والمرئي، إلى جانب سوء تمثيله للرأي العام الوطني الذي لم يتحرر من تخلف منهجيات عمله
هل هناك من بين نشطاء التواصل الاجتماعي من ينكر أن علاقته بهذه المهنة ترتبط بالعائدات التي يحصلون عليها من الشركات الحاضنة للمواقع التي تحتضن نشاطهم، وأن جلهم لا علاقة له بالمهن الصحفية لا من قريب أو بعيد، وأنه لا علاقة لهم بالرأي العام الذي يدعون نيابتهم له ..؟ وبالتالي، أن المحور الأساسي الذي يشكل مجال عمل قنوات التواصل الاجتماعي الذي يملك أصحابه الارتباط المباشر بمجال الصحافة والإعلام الذي يحترم العاملون فيه ميثاق الأخلاقيات المهنية وقوانين الوطن الدستورية والمدنية والجنائية والاجتماعية والسياسية، وأغلبهم ينتمون للمنظمات النقابية على اختلاف توجهاتها
إننا في جريدة المستقلة بريس الإلكترونية، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، متمسكون بحق النشطاء في حرية الممارسة ضمن الحرية المشمولة لكافة المواطنين في دستور المملكة، وعليهم استحضار قيمة هذه الحرية والتصرف من أجلها في تواصلهم مع المشاهدين والمتابعين والقراء، الذين يجب احترام تلقائيتهم في المتابعة وعدم التأثير عليهم بما يؤثر على الرأي العام الوطني ويشوه دوره في الإخبار والنقد والمساءلة، بما تقتضيه الممارسة الصحفية والإعلامية
إن ما نتطلع إليه نحن في المستقلة بريس، هو أن يكون حضور الإعلام الشعبي البديل في مستوى القدرة على التنافس مع الصحافة والإعلام التقليديين اللذين يتراجع تسويقهما وإشعاعهما، بالرغم من الدعم من المال العمومي واحتكار الإشهار، خاصة المحسوب على حيثان الاقتصاد الوطني، الذين يبحثون عن قنوات تحصين استمرار منتوجهم المرفوض من السواد الأعظم .. وإلى حين حدوث القفزة والتطور المهني للإعلام الجديد، نؤكد في المستقلة بريس، لسان حال النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على ضرورة تغيير نمط الممارسة الراهنة التي لم تقدم ما يبرر شرعيتها وجودة التعبير عن الرأي العام الوطني حتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى