ذ. يوسف الإدريسي

أعتقد أنه حان الوقت لنعترف بأن مشكلتنا في إقليم اليوسفية الذي يضم قرابة 300 ألف نسمة على امتداد مجال ترابي يقارب 3000 كلم مربع، ليست فقط مع من يحكموننا ويدبرون شؤوننا، طوعا أو كرها من مجالس منتخبة ومؤسسات معينة ومندوبيات ومصالح، بل أيضا مع من يُفترض فيهم أن يدافعوا عن هذه المصالح وينصتوا لصرخات وآهات المواطنين

فقط في اليوسفية، يتحول الفاعل الجمعوي إلى مفعول به منصوب ومجرور في آن واحد .. فقط بإقليمنا يعرف الكائن الانتخابي كيف يصبح غنيا في أقل من شهر أو شهرين على أقصى تقدير. وفي ذات المكان والزمان، يتحول رجل الأمن الخاص إلى طبيب خاص في توليد النساء، وفي تقديم الإسعافات الأولية للمرتفقين

 في إقليمنا تستدعي لدغة عقرب ترحيل المصاب إلى المستشفى الجامعي بمراكش

في إقليمنا فقط، يتحقق رقم قياسي ويدخل موسوعة غينس، ليس طبعا في الإبداعات التنموية أو البنيوية، بل في تحقيق أطول صف استقبال رسمي لعامل الإقليم

فقط هنا (اليوسفية)، تقطع سيارة الإسعاف في مسارها الطرقي، الرابط بين مراكش واليوسفية مسافة أكثر بكثير مما تقطعه سيارات الأجرة بمختلف أنواعها وأصنافها .. وبطبيعة الحال، ثمن الوقود يكون من جيوب عائلة المريض

 فقط، عندنا يتحول التجار والمقاولون إلى أدوات سياسية تستجمع أصوات الأغلبية، وتعمل على إعداد جدول أعمال الدورات، وتفصل الميزانيات والمقررات على مقاسات محددة سلفا

حصريا، في هذه المنطقة الجغرافية، لا تكاد تجد بها مواطنا يفتخر بترابها وشوارعها ومؤسساتها، إلى درجة أن العديد منهم اختصروا هذه الحقيقة في قن سري يُتداول بكثرة بين أبناء الإقليم، هو عبارة “الحفرة” ذات الدلالة السيكولوجية العميقة

فإلى متى هذا الاندحار ..!