جميع المعطيات والأحداث تؤكد أن مدينة اليوسفية ماضية لا محالة في طريق مظلم، وأنها ستدخل في أزمة أعمق بكثير من الأزمات التدبيرية التي مرت خلال الولايات السابقة، وإن كانت الأزمة نفسها هي العنوان البارز منذ أول انتخابات شهدتها المدينة إلى الآن

من نافلة هذا الواقع المرير هو أن ميزانية جماعة اليوسفية لازالت إلى حد الساعة معلقة بين السماء والأرض منذ أكثر من ستة أشهر، مايعني أن دماء المدينة متوقفة هي الأخرى إلى إشعار آخر .. ومع كل ذلك، نجد بعض المنتخبين هذه الأيام سامحهم اللـه، يسابقون الزمن في مشهد بائس، من أجل تحيين جوازات سفرهم للتوجه إلى مدينة برشلونة في إطار مايسمى عبثا باتفاقية التوأمة، ومنهم أيضا من يسارع الدقائق  والساعات للحصول على قرض FEC بهدف إغراق المدينة في ديون الذل والعار والتهميش

مشاريع بنيوية شبه متوقفة، وقد أثارت الكثير من الجدل في صفوف المواطنين الذين انتظروا عقودا وسنوات لتنفيذها، قبل أن يصل الجميع إلى قناعة مفادها، أن اليوسفية لايُراد لها أن تكون جماعة حضرية أو حتى قروية، فقط أريدَ لها أن تكون مدينة خارج الزمان والمكان

أغلبية المجلس وتحديدا نواب الرئيسة أصبحوا معارضين أكثر من المعارضة نفسها، من خلال خرجات فايسبوكية تستنكر الأوراش البنيوية، وتدين طريقة مواكبتها من طرف مجلسٍ جماعي هم نواب الرئيسة فيه

إرهاصات داخل سلطة الوصاية توحي إلى أن شيئا ليس على مايرام داخل أجهزة المؤسسات المسؤولة عن الشأن المحلي

الغريب في كل ذلك، أن الوضع القائم مغيب عن انشغالات النخب المحلية، وعن الجمعيات والأحزاب، التي كانت بالأمس القريب تصول وتجول في أزقة المدينة وشوارعها من أجل الحصول على أصوات زائفة، بل الأغرب في الحكاية كلها، هو أن رئيسة المجلس التي وعدت الساكنة في حملتها الانتخابية أنها ستتواصل مع المواطنين بشكل يومي وبصيغة دورية، غلقت حسابها الفايسبوكي عبر خاصية (verrouillé le profil)، بل وطردت مستشاريها من مجموعات تواصلية .. حتى المكالمات لم تعد ترد عليها، كما كان في السابق

واقع مقلق جدا، إزاء هذا التردي الذي وصلنا إليه وسنصل إلى الأسوأ لاحقا، لاقدر اللـه أمام عجز المسؤولين المحليين على ترجمة الوعود الانتخابية، وعدم القدرة على تحمل أمانة المسؤولية الجماعية في إيجاد حلول اجتماعية وتنموية للمواطن باليوسفية ..  لكن، هؤلاء المسؤولين وإن فقدوا القدرة على تحمل المسؤولية، بالمقابل، لم يفقدوا ولن يفقدوا القدرة على تحصيل الأملاك العينية ومراكمة المزيد من الريع والامتيازات

هكذا، يمكن أن نقول بأن مدينة اليوسفية حقا، توقف عندها الزمن