بدون تجاهل للانتقادات الموجهة للمدرب وطاقمه، ولرئيس الجامعة ومسيرها، يمكن القول بأن المغاربة تمكنوا من تحقيق التأهيل المستحق لنهائيات كأس العالم في قطر 2022، بحصة ثقيلة ضد المنتخب الكونكولي (4-1) .. تأهيل يكشف عن حقيقة، أن أسود المغرب استطاعوا الانتصار على جميع المشاكل بما فيها حملات التشكيك الإعلامية في قدراتهم البدنية والتقنية، وما جوبه به المدرب وحيد من ملاحظات على أخطائه في إعداد المنتخب في المسابقات الرياضية القارية والإقليمية، وآخرها محطة التأهيل إلى كأس العالم 2022
من دون نسيان لما تحمله الجمهور المغربي من معاناة منذ انتخاب المكتب الجامعي، الذي يقوده فوزي لقجع، سواء على صعيد البطولات الوطنية، أو تهيئ المنتخبات للمقابلات الرسمية أو الودية، أو في معالجة الملفات العالقة في التحكيم، أو معالجة النزاعات، أو في تمويل الأندية أو ضمان التدبير الجيد للشأن الكروي الوطني .. ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة بقوة، أن كل الملاحظات النقدية التي وجهت للأطراف المعنية بالشأن الكروي الوطني وجيهة وصحيحة وتستدعي وضعها على طاولة الأولويات، التي يجب الانكباب عليها ومعالجتها في إطار تحسين الصورة ورفع مستوى التحديات الوطنية في المستقبل
إن كرة القدم التي تشكل الرياضة الأكثر شعبية في الوطن تستحق بالنظر لمكانتها العناية من قبل الوزارة الوصية والجامعة وكافة المتدخلين في القطاعات العمومية والخاصة، والرفع من منتوجها حتى تكون من القطاعات الاجتماعية الأكثر إنتاجية وفعالية وقاطرة للقطاع الاجتماعي والاقتصادي، من خلال تسويق الموارد البشرية المؤهلة في الأندية والأكاديميات نحو أوربا، التي تحتاج إلى اللاعبين باستمرار لتأمين قطاعها الكروي، وتشكل دول البرازيل والأرجنتين وغيرها من دول أمريكا اللاتينية مشتلا للثروة البشرية، التي تستوردها لمدارسها الكروية في بطولاتها القارية والدولية والإقليمية، ويمكن لأوربا بقربها الجغرافي أن تساهم في تخفيف بطالة الشباب، الذي يبحث عن الهجرة إليها بدون مؤهلات عبر قوارب الموت
لن نقول عن الاقتصاد الرياضي، وما يمنحه للدول التي تعتني بأنشطته، سواء في زيادة دخلها الوطني الاقتصادي، أو الرفع من الطاقة الشغيلة لمواردها البشرية الشابة، فهذه الثمار يعرفها القاصي والداني، وعلى الدول النامية خصوصا العناية بنشاطها الرياضي، ورفع التحدي والرهان عليه لما يمكن أن يضمنه من عائدات ضخمة، دون أن تتحمل باستمرار المصاريف لاحتواء البطالة والفقر في صفوف سكانها النشطين، خاصة الشباب الذين يمكن أن يساهموا في تنمية دولهم عبر اللعب في أوربا .. خصوصا، من المغرب الذي يشكل أقرب الدول إلى أوربا
هذا ما تحتاج إليه القطاعات الحكومية الوصية على الرياضة التي لا تزال مصاريفها مرتبكة بالمقارنة مع مداخيلها حتى الآن، والتي لم تتمكن الجامعة في وضعها الإداري والوظيفي معالجة مظاهر الخلل التي تعاني منها، سواء في تسوية الأوضاع المالية للأندية أو للاعبين، مما يطرح سؤالا عريضا على لقجع، الذي يدبر الشأن الكروي في ظل العجز الواضح في عمل لجن الجامعة واجتماعاتها الدورية .. ناهيك عن إغلاق باب الحوار المجتمعي لترتيب البيت الجامعي واقتراح البدائل الكفيلة بالنهوض بكرة القدم الوطنية
لن نتردد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، من القول أن المشاكل المطروحة على جامعة كرة القدم المغربية لا تختلف عن باقي الجامعات الرياضية، التي تحتاج هي الأخرى إلى الإرادات الوطنية الخلاقة حتى تحقق جامعاتها الرقي المطلوب منها .. خصوصا، بعد المناظرة الوطنية الأولى للرياضة التي لم تشرك الجامعات فيها، سيما الرياضات التي تشكل بالوطن البنية التحتية لممارستها، إلى جانب العناية ببقية الرياضات الجماعية والفردية المزدهرة اليوم في العالم
إلى حين تفهم جامعة كرة القدم والوزارة الوصية ذلك، نتمنى أن يتغير الاهتمام نحو الأفضل في اختيارات الجامعة والوزارة، في أفق اتضاح قوة مساهمة قطاع كرة القدم في الاقتصاد الوطني، وفي تعاطي المغاربة مع الرياضة بصفة عامة