إمراسلة – إبراهيم بونعناع

خلدت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير ومعها ساكنة إقليم خنيفرة يوم أمس الاثنين 28 مارس الجاري، الذكرى101 لاستشهاد أسد الأطلس وقائد معركة لهري موحى وحمو الزياني

ترأس احتفال هذه السنة السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والسيد محمد فطاح عامل إقليم خنيفرة، وبحضور رؤساء المصالح  العسكرية والأمنية والمنتخبين والنواب البرلمانيين ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني

.. تميز الاحتفال بتقديم مجموعة من المشاريع الواعدة ..  فعلى مساحة تناهز 28 هكتار، تم إعطاء انطلاقة مشروع تصميم تهيئة مركز جنان اماس- جماعة اكلمام  ازكزا، الذي  يعتبر مركزا ذو حمولة تاريخية وثقافية مهمة، يزخر بموارد طبيعية متعددة، حيث تم اختياره كنموذج لقرية ايكولوجية على مستوى إقليم خنيفرة، في أفق جعله وجهة سياحية بيئية تتوفر على البنيات التحتية الضرورية وتعتمد أساسا على الطاقات المتجددة

  تم بالمناسبة، تقديم شروحات تقنية بخصوص مشروع  تهيئة وتوسعة ضريح موحى وحمو الزياني على مساحة 2.5 هكتار بتكلفة إجمالية تقدر ب 13.6 مليون؛ مشروع يروم إحداث مدرسة قرآنية ومركزا للذاكرة الجماعية  المشتركة، بالإضافة إلى مناطق خضراء،  مما سيعزز جاذبية هذا الموقع  التاريخي بامتياز .. خصوصا، وأنه يعتبر محطة أساسية في المدار السياحي المسمى مدار السياحة الروحية    

  بمنطقة تملاكت، جماعة اكلمام ازكزا،  قام الوفد الرسمي بزيارة ضريح الشهيد موحى وحمو الزياني، حيث تم الترحم على أرواح شهداء الحرية والكرامة والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية، شرفاء الوطن، وفي طليعتهم بطل التحرير والاستقلال أب الوطنية المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى ، مبدع المسيرة الخضراء وموحد البلاد المغفور له الحسن الثاني طيب اللـه ثراهما، والدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللـه وايده

بعد ذلك، نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وعمالة إقليم خنيفرة وجماعة اكلمام – ازكزا، بتملاكت مهرجانا خطابيا ألقيت خلاله كلمات ومداخلات وشهادات استحضرت أمجاد وملاحم كفاح قبائل زيان والقبائل المجاورة بقيادة البطل موحى وحمو الزياني، دفاعا عن العزة والكرامة والمقدسات الدينية والتوابث الوطنية والهوية والشخصية المغربية

 افتتح المهرجان الخطابي بتلاوة ٱيات من الذكر الحكيم والاستماع للنشيد الوطني، الذي أدته مجموعة من تلاميذ  مؤسسة الإبداع الفني والأدبي، التابعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بخنيفرة، تلته كلمة ترحيبية ألقاها السيد احمد بساسة، رئيس المجلس الجماعي لاكلمام ازكزا

بعد الكلمة الترحيبية، تناول الدكتور السيد مصطفى الكثيري، المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحريرالكلمة .. مبرزا تضحيات شهداء الكفاح الوطني من أجل عزة الوطن وكرامته، ومن ضمنهم الشهيد البطل موحى وحمو الزياني، الذي تحتفي ساكنة الإقليم وأسرة المقاومة وجيش التحرير بذكراه 101 .. مذكرا بأهم المعارك البطولية التي قادها الشهيد ضد قوات الاحتلال الفرنسية مند سنة 1908، لاسيما معركة لهري الخالدة التي وقعت يوم الجمعة 13 نونبر 1914، واستمراره في مناوشة قوات الاحتلال إلى أن سقط شهيدا بمعركة أزلاك نتزمورت بجبل تاوجكالت، يوم الأحد 27 مارس 1921 ضد قوات الجنرال بوميرو ..  مشيرا إلى استمرار المعارك التحررية والنضالية بعد استشهاد موحى وحمو الزياني .. مستحضرا معركة البقريت في يونيو من سنة 1921 ضد قوات الجنرال بواميرو، ومعركة ايت يعقوب في يونيو من سنة 1929، ومعركة تازيزاوت سنة 1932

بالمناسبة، ذكر المتحدث بالتضحيات الجسام التي قدمها أبناء هذه الربوع من المملكة، عندما امتدت يد الغدر إلى نفي رمز السيادة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس طيب اللـه ثراه إلى المنفى السحيق، مطالبين السلطات الاستعمارية بالعودة الشرعية والمشروعية .. مؤكدا، أن الغاية من إحياء ذكرياتنا الوطنية الخالدة هو ترسيخ منظومة القيم  ..  قيم الوطنية الحقة والأصيلة وشمائل المواطنة الفاعلة والإيجابية والمسؤولة والاعتزاز بالوطن وغرس حب الوطن في أوساط الناشئة والشباب والأجيال الصاعدة واللاحقة، وإعدادها للانخراط في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي التنموي، الذي يرعاه بحكمة وتبصر وبكل اقتدار صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللـه وأيده .. مجددا التأكيد على التعبئة المستمرة والوقوف الموصول لأسرة المقاومة وجيش التحرير، تحت القيادة الحكيمة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللـه، من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية، ودحض مخططات أعداء وحدتنا الترابية، وكذا دعمها وتأييدها للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم موسع لأقاليمنا الجنوبية المسترجعة في ظل السيادة الوطنية.

اختتم المهرجان الخطابي بتوزيع إعانات مالية ومساعدات اجتماعية على 11 مستفيدا من أفراد أسرة المقاومة وجيش التحرير، بغلاف مالي إجمالي بلغ 23000 درهم،  في انتظار عقد لقاءات تواصلية مع مستفيدين آخرين بمقر النيابة الإقليمية بخنيفرة وعددهم 84 شخصا،  خصص لهم غلافا ماليا إجماليا يقدر ب 84000 درهم، ليختتم الحفل بتلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللـه وأيده