مأساة وفاة الطفل ريــان والأسئلة المغيبة حتى الآن عن المغرب الغير النافع ..!
رحم اللـه الطفل ريــان اورام، الذي توفى أثناء عملية إخراجه من البئر، التي سقط فيها في إقليم شفشاون، والعزاء لجميع المغاربة وغيرهم الذين تعاطفوا وتضامنوا مع المغرب في هذا المصاب الجلل، الذي حرضنا في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على طرح أكثر من علامة استفهام عن هذه المناطق التي لا تزال نسب تطويرها وتنميتها ضعيفة رغم الجهود التي تبذل من كافة الأطراف المتدخلة في التنمية المحلية والجماعية والجهوية والوطنية، التي رغم تمسك الوطن بها لا زالت نتائجها دون الحد الأدنى من انتظارات المواطنين المغاربة، بفعل مستوى الفعالية والإنتاجية التي تنجز بها البرامج التنموية المقررة لهذه المناطق التي لا تتحرك فيها عملية التنمية إلا بعد الحوادث المؤلمة
إن الوفاة المأساة للطفل ريــان، تفتح أعين المغاربة عن واقع المغرب الغير النافع، الذي لم تعرف بنيته التحتية التغيير الذي يسمح لساكنته بالاستفادة من المـال العمومي، الذي يوظف في الميزانية السنوية، نتيجة جهل وإهمال نخبه في المؤسسات التي تشرف على الشأن العام في هذه المناطق الشبه معزولة عن العالم الخارجي، رغم حصول الوطن على الاستقلال منذ الخمسينات من القرن 20 .. ونظن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن غياب هذه النخب المختارة المحسوبة عن الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، التي لا تعمل إلا في المناسبات الانتخابية فقط
أحببنا أم كرهنا، فإن الأسئلة الحارقة التي لا تزال مطروحة على طاولات البرلمان والحكومة على عهد حكومات ما بعد الاستقلال .. خصوصا، التي جاءت بعد تعديل الدستور في 2011، التي راهنت على المديونية للقيام بالمهام المطلوبة منها في فترات ولاياتها التشريعية التي تراكمت الأصفار في حصيلاتها النهائية، ويمكن الاستدلال على فشلها، سواء في التخطيط أو الإنجاز عبر حكوماتها التي لم تعرف الاستقرار والاندماج والتجاوب مع مطالب المغاربة في كل الجهات، وحتى الأوراش الملكية التي تكلفت بالإشراف على استكمال أشغالها لم تتوفق فيها حتى الآن
نعم، الحوادث الكبرى تأت كما يحدث في جميع دول العالم .. لكن، ما حدث مع الطفل ريــان في إقليم شفشاون يعري عن الكثير من الجوانب المسكوت عنها في التدبير الجماعي والجهوي والحكومي، ويطرح إشكالية المقاربة التنموية التي يجب أن تكون حتى لا تقع مثل هذه الحوادث الخطيرة التي ترفع من نسبة النقد للسياسات العمومية المعتمدة، التي لم تتقدم بالرغم، مما يرصد من ميزانيات عادية واستثنائية .. ونظن، أن تأخر الوصول إلى الطفل ريــان بعد سقوطه في البئر، تتحمل مسؤوليته الأطراف الحكومية المعنية بالإجابة عن الأسئلة الملتهبة الحارقة حول الخصاص الذي تعاني منه هذه الأقاليم التي تحسب على المغرب الغير النافع
إن ما حدث مؤخـرا، يكشف هـول التخلف في الأداء الحكومي والبرلماني، الذي لم يتطور بما يتجاوب مع محصلة التنمية المنتظرة التي يجب تفعيلها مع ما ينجز في بقية أقاليم الوطـن لضمان استفادتها من المجهود الوطني والجهوي والجماعي، الذي يبدل لتطويق الفجوة بين هذه الأقاليم، وربطها بالتنمية الوطنية التي يحرص جلالة الملك محمد السادس على توفيرها لكل ربوع الوطـن، في إطار الجهوية الموسعة والمتقدمة، التي انخرطنا فيها لتحصين مبدأ الحكـم الذاتي في أقاليمنا الصحراوية المسترجعة، وقطع الطريق على أعداء الوحدة الترابية التي ينعم بها الوطـن اليوم