المعطيات والأرقام التي كشف عنها وزير الصحة والحماية الاجتماعية في جوابه على النائب البرلماني بشأن الوضع الصحي بإقليم اليوسفي تثير منسوبا كبيرا من الدهشة والاستغراب، إلى الحد الذي جعل كثيرين يعتقدون أن المقصود من كلام الوزير مدينة في كوكب آخر، وليس اليوسفية التي نعرفها ويعرفها الجميع حين تُذكر الهشاشة والفقر ويُذكر معهما سوء تدبير المرافق الأساسية والحيوية بشكل عام.
من باب الاستئناس، فقد ذكر السيد الوزير أن اليوسفية تتوفر على 55 سريرا ويسهر على ذلك طاقم صحي يتكون من 25 طبيبا، منهم 19 طبيبا اختصاصيا و31 ممرضة متعددة التخصصات و55 من تقنيي الصحة و13 مولدة .. وأضاف الوزير، كون إقليم اليوسفية عرف خلال النصف الأول من سنة 2021 استفادة ساكنته من 7745 فحصا طبيا و9104 فحصا بيولوجيا و3572 فحصا بيولوجيا للمرضى تحت الاستشفاء، كما استفادت من 6283 فحصا إشعاعيا و1094 ولادة، منها 51 ولادة قيصرية بمعدل ستة ولادات في اليوم، وقد سجل قسم المستعجلات خلال نفس المدة 18878 مرورا .. وأمام كل ذلك، نتساءل؛ ماذا يعني إذن هذا الكلام، و واقع الحال يغني عن المقال.
باختصار شديد، إما أن السيد الوزير اختلطت معه الأمور والملفات والقضايا، وبدل أن يذكر اسم مدينة أخرى في ملف آخر، تسلل وقتها ملف اليوسفية أمام نظارتيه، فكان الرد بالخطإ، أو هناك احتمال آخر كون اليوسفية فعلا تتوفر على بنية صحية قوية، إلا أن اليوسفيين يبالغون كثيرا في الأمر ويتصنعون المعاناة، بل ربما يستهوون الاستشفاء بمدينة أسفي أو مراكش، حيث تجتمع الراحة والسياحة وأشياء أخرى.