عن دور الطابور الخامس في الابتزاز والارتزاق في قنوات التواصل الاجتماعي ..!
هل وجد الطابور الخامس المتحلل والمتحرر في فضاء قنوات التواصل الاجتماعي ما يؤهله لتمرير خزعبلاته وتفاهاته في قراءاته ومتابعاته، التي لا تخلو من السخرية وتسليط الأضواء على ما يسوقه من أوهام وتخيلات .. ونظن في الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن أصحاب هذه المواقع من الداخل والخارج يعرفون عن قرب هزال موضوعاتهم و وجهات نظرهم اتجاهها، وأنهم أصبحوا متخصصين في المفرقعات والابتزاز الرخيص لمن يتحولوا إلى موضوعاتهم اليومية التي تفتقر إلى أبسط مواصفات العمل الصحفي والإعلامي النقدي، الذي يحاولون من خلاله إخفاء دعارة منتوجاتهم الصحفية والإعلامية، كما تم بمناسبة الاستحقاق الانتخابي، حيث فشلوا في عرض برنامج أحزابه ونقابته، بالرغم من أن المناسبة الانتخابية تستحق منهم الحفر وتفكيك مرجعيات المواقف الانتخابية المسوقة، وتقتضي منهم الاقتناع والإقناع الذي تتمثله المشاريع الانتخابية، التي تم التسويق لها كما هي دون مناقشة في الشكل والموضوع، من أجل تلميع الصورة الحزبية وطبيعة المشاركة الانتخابية، وما يشكله الحزب في العملية الانتخابية عبر التسويق لبرنامجه الانتخابي، الذي يحرص على دغدغة مشاعر من تتاح له إمكانية معرفته وقراءة مضمونه
إن حقيقة الطابور الخامس قائمة في هذا الجيش من المنخرطين في حملة المرشح للانتخابات، الذي يجب أن ينجح في الترويج للحزب ومرشحه، حتى وإن كان يفتقر إلى أبسط المؤهلات الضرورية في العملية الانتخابية .. وهذا الجيش من الطابور الخامس، غير معني بالمرشحين للانتخابات، حيث يدفع بمفرقعاته ضد البرامج المنافسة، وإثارة الشكوك حول اللوائح المضادة للمرشحين، الذين يشتغل لصالحهم، ولا يهمهم استعمال جميع المساحيق المعرفية والإيديولوجية والسياسة لإقناع الشرائح الاجتماعية المستهدفة في العملية الانتخابية .. خصوصا، في الدوائر الآمنة التي خلقت مع مرشحيها شبكة علاقات مصلحية متعددة قبل الموعد الانتخابي، كما يظهر اليوم في الضيعات الانتخابية المحروسة في العالمين الحضري والقروي
لا تستطيع الجهات المعنية بمراقبة نزاهة العملية الانتخابية، مثلا، ضبط الخروقات ومعاقبة أصحابها .. ناهيك عن غياب المنظومة القانونية التي يمكن أن تكرس نزاهة وشفافية جميع مراحل العملية الانتخابية متوافق عليها تضمن المشاركة والفعالية والإنتاجية وحسن التدبير، التي يتحدث عنها الجميع في الهواء الطلق فقط
في مقابل الفراغ الواضح للبرامج الانتخابية، ينتصب فراغ وانتهازية وغوغائية خطاب الطابور الخامس المستعد للعمل مع الشيطان، من أجل نيل الكعكعة من المشاركين أحزابا وأفرادا ونقابات ومجتمع مدني بتحليلاته وخلاصاته وتوقعاته المجانبة للصواب والمحرضة على التشويه والفضح والتسويف لمن لا يملكون أبسط مؤهلات وآليات الحضور في المجالس المنتخبة على جميع الأصعدة، وتكفي الأجيال المرابطة في قنوات التواصل الاجتماعي والجرائد الرقمية التي أصبحت متخصصة في الحوار المعرفي والإيديولوجي، التي تجيد إشعال الحرائق، ولا تعرف كيف تحاصرها بين الأفراد والمؤسسات
يعمل الطابور الخامس المغربي اليوم بالوجه المكشوف للتعبير عن حضوره وخدماته لمن يدفع أكثر في العملية الانتخابية، ويجتهد في التسويق الانتخابي باستخدام أحدث آليات العمل الدعائي لإبراز زبنائه، حتى وإن كانوا لا يملكون أبسط متطلبات الانخراط والوعي والتجربة والمعرفة، ويركزون في حملاتهم الانتخابية على إظهار خصومهم في المظاهر التي لا يقبل بها المعنيون بالتصويت .. ناهيك عن تجاوزاتهم في الدعاية الانتخابية، التي تصل في بعض الأحيان إلى حصر عناصر الضعف في الفضائح التي يتميز بها الخصوم
إن مستوى الخدمات الدعائية التي يقدمها الطابور الخامس لا تخرج عن طبيعة الأوهام التي يدافع عنها المتحكمون في الشأن الحزبي والنقابي والسياسي من حين لآخـر، ولا يشعر الطابور الخامس بالإحراج في عمله المدفوع الأجـر، ويحاول دائما إحياء ما تبقى في ثقافة الأحزاب الفاقدة للمصداقية والأدوار التي يجب أن يقوم بها من دورة انتخابية إلى أخرى، ويستغل تراكم حجم الأمية التعليمية والقانونية والسياسية لاستغلال مهاراتهم و وعي الناخبين، ونادرا ما يملكون الشجاعة في الحديث عن سلبيات مهامهم في الدعاية الانتخابية للأشخاص أو للبرامج الانتخابية، مما يؤكد ويبين خطورة الدور الذي يقوي به هذا الطابور الخامس في الانتخابات من لا يستحقون الترشيح الذي يحصلون عليه في الأحزاب والنقابات، مقابل ما يدفعون لأجل ذلك لأصحاب القرار في الهيئات التي تقبل بهم كمرشحين